طباعة هذه الصفحة

المتنفس!

بقلم: السيدة أمينة دباش
21 أكتوير 2017

واكبت الصحافة الوطنية منذ نشأتها مسيرة البلاد فمن صحافة الثورة إلى صحافة البناء الوطني، ثم صحافة العشرية السوداء التي حصدت عشرات الإعلاميين وهم يؤدون واجبهم في نقل الأحداث كي تبقى الجزائر واقفة رغم محاولات تركيعها. وهاهي الآن تواكب مرحلة الأزمة بل أكثر من ذلك تعيش هذه الأزمة المالية.
لذا تلقّى أصحاب المهنة البشرى التي حملتها رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ببهجة وارتياح كبيرين وهي تخص صندوق الدعم الذي يعد متنفسا سيسمح مع مطلع السنة المقبلة لبعض العناوين عمومية وخاصة بتسوية أوضاعها.
في ما يتعلق بالعناوين العمومية وعكس ما يعتقده الكثير، فإن المورد الوحيد لتمويل الصحافة المكتوبة ينحصر في صفحات الإشهار التي تقلص عددها مع الضائقة المالية إلى حد الإفلاس رغم كل الجهود المبذولة من أجل تجاوز هذه المحنة، ومن بينها الانتقال من الورقي إلى الرقمي بخلق جرائد إلكترونية وفضاءات افتراضية تسمح بتواجدها في الفضاء الإعلامي الوطني والعالمي.
الصحافة العمومية تستحق هذا الدعم لأنها المرافق الأول لكل مراحل الحياة الوطنية ولأنها الحاملة لرسالة الدولة والمجتمع معا طبقا لدفتر شروطها ولخطها الافتتاحي الذي يضع المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار.
كانت التعددية الإعلامية التي رحب بها الجميع قد كشفت محدودية البعض واحترافية وتميز البعض الآخر لأن الحرية تحمل في طياتها مفهوم المسؤولية ووجوب التحلي بالأخلاق المهنية.
ممارسة هذه المهنة النبيلة تستوجب تنظيما محكما، وفي هذا الإطار ومن أجل تعزيز ممارستها على أحسن وجه أمر رئيس الجمهورية الحكومة بتأسيس سلطة الضبط للصحافة المكتوبة في أسرع الآجال.
وهكذا وعندما يجتمع العاملان الأساسيان للأداء الصحفي أي المورد المالي والإطار التنظيمي لا يبقى أمام الإعلامي إلا تأدية واجبه المهني كوسيط فعلي وفعال في خدمة وطنه ومجتمعه.
فهنيئا لنا جميعا بيومنا الوطني ولتكن أقلامنا أسس بناء لا معاول هدم.