طباعة هذه الصفحة

بوابة 2018...!

بقلم: أمينة دباش
29 جانفي 2018

شهر يمر على دخول السنة الجديدة 2018 ذات الوطأة الثقيلة على المنطقة العربية وقضيتها الجوهرية فلسطين.
تشاء الأقدار وتنعكس الآية ويصبح الاعتراف بدولة فلسطين مسألة مباحثات ومقايضات في الوقت الذي يحرز فيه الكيان الصهيوني اعترافا واسع النطاق. فلم تكف سياسة الاستيطان والتقسيم  الجغرافي للأراضي وتقزيمها ولا حتى تحويل جزء من الشعب الفلسطيني إلى أسرى ولاجئين.
أكثر من كل ذلك تحاول أكبر قوة في العالم منح هذا الكيان القدس الشريف كعاصمة أبدية ضاربة عرض الحائط كل القرارت الأممية، الشرعية الدولية ومحاولات التسوية السلمية.
وتبقى المنطقة العربية بؤرة توتر وانزلاقات إن لم يتم احتواؤها ستؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها وكلنا نعلم أن أصعب التوترات تلك التي يتناطح فيها الإخوة الأعداء الذين تجمعهم مقومات مشتركة كالعرق، اللغة أو الدين، وعلى ذكر هذا الأخير كلنا نتحسر على ما فعلوه بإسلامنا الحنيف الذي يوظف لإشعال، زعزعة وتخريب مناطق بأكملها.
ليس من باب الصدفة أن تدار معارك ضارية حول أراض تحوي آبارا واسعة ومخزونات هائلة من الذهب الأسود تحولت - كما قلناها ونرددها دائما - إلى نقمة على أصحابها الذين سئموا من التدخلات العسكرية الأجنبية التي تتخذ من بعبع الإرهاب حجة لتنفيذ مخططات استعمارية استدمارية.
هذا ما يفسر أيضا حالة اللا استقرار المزمن في قارتنا السمراء التي تطالها أيضا نيران الإرهاب، في انتظار استحداث بعبع آخر ليبرر تدخلات متواصلة أخرى. الشيء الذي يلهيها ويخلط أولوياتها، فعوض أن تصب كل الجهود حول التنمية المستدامة ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر والأوبئة توجه جهودها نحو الحلول الأمنية للتصدي للإرهاب الذي أصبح فعلا آفة عابرة للقارات.
وهكذا تحولت أغنى البلدان إلى أفقرها والأسباب متعددة في مقدمتها جشع القوى العظمى التي تحرص مخابرها على إبقاء الدوامة الدموية وتغذيتها لتحصد الكثير كي تبقى هي حارس الكون على احترام «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان».
بعيدا عن أي تشاؤم كيف سيكون حال الإنسانية في أواخر هذا العام إن كانت بدايتها بالشكل الذي ذكرناه آنفا والذي بشّرتنا به «العولمة» ودعاتها.
وسط هذه الأطماع وأجوائها النارية، لا يبقى أمامنا قادة وشعوبا إلا تحديد أولوياتنا وحماية أنفسنا وطنا وساكنة وتكثيف أعمالنا التضامنية ووضع خلافاتنا جانبا وانتهاج الحوار أسلوبا لحل نزاعاتنا لأن معظم صراعات العالم تدور رحاها في منطقتنا العربية والإفريقية!.