طباعة هذه الصفحة

حجج واهية!؟

بقلم: السيدة أمينة دباش
25 فيفري 2015

الثروات الطبيعية وبشكل خاص المحروقات نعمة منّها الله سبحانه وتعالى على بلدان دون سواها، الشيء الذي يفسّر تكالب القوى المستفيدة منها على ذات البلدان، واهتمام هذه القوى بدول عربية ليس لسواد أعينها، بل سيظل قائما إلى أن تنضب آخر بئر منها.
ما زاد الوضع حدة الآن، كما حدث ذات مرة، انهيار أسعار البترول التي تعد أداة أخرى لخنق اقتصاديات بأكملها، مما ينجر عنه اضطرابات واهتزازات قد تتحول إلى انزلاقات وحتى إلى حروب لا قدر الله.
بلادنا ليست في معزل عما يجري من حولها، ومن هنا يُخشى الخطر. إلا أن بعض الجهات، سامحها الله، تصرّ على أن هكذا حديث يعد حجة واهية تلوح بها السلطة كلما اصطدمت بمشاكل ما.
وبما أن الذكرى تنفع المؤمنين، فلنذكر بما جرى لبلادنا عقب تأميمها المحروقات من حصار ودعاية مغرضة عمت أرجاء المعمورة. من منّا لا يتذكر ما روّج عن «لون بترول الجزائر الأحمر»؟، كم من انقلابات دبّرت في تلك السنين، وكم من بلدان دمرت في السنوات القليلة الماضية وتدمر حاليا، كالعراق وسوريا... هل الاهتمام باليمن وليبيا مغزاه إرساء الديمقراطية؟؟ الدين، الطائفية والعرقية مبررات واهية توظفها هذه القوى لتجسيد أغراضها.
المؤسف، أن ينجرّ البعض وراء هذه الادّعاءات، بل ويتعداها إلى إحداث شروخ داخل المجتمع لا تخدم البلاد ولا العباد. ألا بآلاء وطنهم يعبثون!
يحاولون تهييج الشارع، يحرّضون على إضراب المدارس، يستعملون عبارات تقسيم الشعب «كأهل الجنوب» ومبتغاهم الوحيد الوصول إلى الحكم.
لا الديون التي سُدّدت، لا الطرق التي فُتحت، لا المساكن التي شُيّدت ولا المصالحة التي جُسّدت لقيت ثناءً عندهم.
طريق البناء الديمقراطي طويل ويحتاج إلى تفهّم والتفاف الكل، خدمة للمصلحة العليا للوطن، رغم النقائص، التي بالإمكان معالجتها بهدوء ودون تشنّج.
فعلى مَن ينادي بالديمقراطية، أن يستعمل وسائلها لبلوغ أهدافه السياسية، وأن يجنّب البلاد انزلاقات لا تحمد عقباها، كفانا العشرية الحمراء!
وللجزائر شعب يحميها.