طباعة هذه الصفحة

للعزّة والعبرة فقط..

بقلم: أمينة دباش
07 ماي 2018

نكسة هي، كانت نهاية الحرب العالمية الثانية على الشعب الجزائري برّمته، وكانت آنذاك فرنسا الاستعمارية بارتكابها جرائم ضد الإنسانية في كل من ڤالمة، سطيف وخراطة تعتقد أنها صاحبة الموقف بتصفياتها الجسدية ومحارقها، إلا أن أودية دماء مجازر 08 ماي 1945 روت وقتها، بذور أعظم ثورة في القرن 20، ألا وهي ثورة الفاتح نوفمبر المظفرة، الشعاع المضيء الذي أنار دروب شعوب قارات كانت ترزح تحت نير الاستعمار.
كم من بلد ثار لكسر قيد الاحتلال، أفلم تكن الثورة التحريرية القاطرة التي جرّت عربات الحرية؟
نعم هذا ما جنته علينا بلاد «حقوق الإنسان والديمقراطية»! ونستحضر في هذا الموقف ما رواه أحد المجاهدين ودموعه تنهمر حول رائحة أجساد بعض أبناء عرشه وهي تحترق في أفران الجير.
حقائق راسخة في ذاكرة التاريخ يريد البعض طمسها مثلما يحاولون التغييب العمدي لتجارب الأسلحة الكيماوية بوادي الناموس في الجنوب الغربي لبلادنا إلى جانب عمليات إجرامية لا تعد ولا تحصى.
محارق فعلية قامت بها الإدارة الاستعمارية تستحق التأريخ، ليس من باب المتاجرة أو طلب تعويضات، كما تقوم به شعوب تعرّضت هي الأخرى لويلات الحروب والاحتلال وتقوم بدورها بممارسات أبشع وأفظع تجاه أبرياء، ذنبهم الوحيد الكفاح والنضال من أجل استعادة أرضهم المغتصبة!  
فعلا ليست من باب المتاجرة بقدر ما هي ركائز لصقل شخصية الإنسان الجزائري كي تبقى الذاكرة التاريخية حيّة جيلا بعد جيـل، تُروى، تُدوّن، تحلّل وتُستخلص منها الدروس والعبر.
هذا لا يعني أننا حبيسو الماضي، لأن للتاريخ مراحله، انتكاساته وانتصاراته وأثبتنا أننا قادرون على تجاوز وقلب صفحات مؤلمة دون نسيانها وفتح سجلات المستقبل بكل شجاعة وسيادة وقد أثبتنا ذلك في العديد من المرّات منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.
تحدّيات أخرى تنتظرنا ولا نخشاها لأن مرجعيتنا صلبة وهي المرجعية النوفمبرية.