طباعة هذه الصفحة

نكبة فلسطين وهرولة المخزن

بقلم: أمينة دباش
14 ماي 2018

نكبة أخرى في ذكرى النكبة أرادها هذه المرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفذا وعده الانتخابي بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشرقية مع العلم أن اختيار المكان وتاريخ التدشين فيهما استفزاز للفلسطينيين، مسلمي العالم ومسيحييه.
خيبة أمل وشعور بالضعف أمام منطق القوة الذي أصبح يحكم العالم. فمن شريك مدعم أصبح نظام ترامب المعني الأول وصاحب القرار في هذه المنطقة التي لم تهدأ بها الأوضاع منذ وعد بلفور المشؤوم: كل ما زادت انتصارات العدو الصهيوني تفاقمت انكسارات الفلسطينيين لكن ومهما تعقدت الأمور فلا نصر للظالم، هذه حتمية تاريخية ودروس استخلصناها من كفاح مرير لشعوب نالت استقلالها واستعادت أراضيها وخيراتها كما جرى في الجزائر بعد 130 عام، جنوب إفريقيا، فيتنام وكوبا...
لم يتوقف ترامب عند نسف مسار السلام ضاربا عرض الحائط الشرعية الدولية، لوائح وقرارات الأمم المتحدة التي تحتاج إلى إعادة هيكلتها، بالخصوص مجلس الأمن الدولي - في تركيبته ودوره -، وإلا ستتحول المنظومة الأممية إلى عصبة أمم ثانية.
إذا لم يتوقف عند هذا الحد بل يسعى أيضا إلى نسف الاتفاق الإيراني الغربي حول النووي ليس فقط بانسحابه منه بل ذهب حد التهديد بفرض عقوبات على كل من يتعامل مع إيران.
رغم أن الصفعة موجهة في بادئ الأمر إلى أوربا الموقعة على الاتفاق المذكور إلا أن البعض هرول إلى الاصطفاف مع الأقوى مغتنما «الفرصة الذهبية» لاتهام الجزائر باستقبال أفراد من حزب الله على أراضيها تموّلهم إيران لتدريب جنود البوليزاريو، رغم علمهم «بالعقلية» الجزائرية الغيورة على كرامتها والتي لا تسمح لأي أجنبي باستخدام ترابها كما تحترم هي الأخرى سيادة وحدود جيرانها.
الحديث هنا عن المملكة المغربية، فأين كان جيراننا عندما كانت جهات معينة تموّل وتدرب إرهابيي التسعينيات لزعزعة أمن الجزائر واستقرارها؟
هذا من جهة ومن جهة أخرى فالمخزن يعلم جيدا أن البوليزاريو يتلقى تأييدا ودعما ماديا ودبلوماسيا دوليا آخره كان في شكل صك بعشرة مليون دينار قدمه سفير جمهورية الصين إلى ممثل الهلال الأحمر الصحراوي. فلماذا لم نسجل أي رد فعل للمملكة على هذا خاصة وأن السفارة تعد أعلى تمثيل رسمي لأي بلد ووزير الخارجية المغربي يعلم ذلك.
خلاصة القول كُفوا عن افتراءاتكم وأكاذيبكم وابحثوا عن حلول أخرى لفائدة شعبكم وشعوب المنطقة لأن استقراركم واستقرارنا في صالح المنطقة المغاربية جمعاء، لا مكان هنا لمنطق «محڤورتي يا جارتي» على حد المثل الشعبي.