طباعة هذه الصفحة

ممثلا الجزائر في مهرجان «ثويزا»

واسينــي: «على المفكريــن إعــادة النظــر في المسلّمــات»

أسامة.إ / الوكالات

وقف واسيني الأعرج، رفقة عدد من المفكرين والمثقفين المغاربيين المشاركين في أولى ندوات الطبعة 14  لمهرجان الثقافة الأمازيغية «ثويزا»، على حدود جرأة المثقف بين حرية الموقف وقيود سلطة السياسة والاقتصاد والمجتمع. ودعا واسيني، في مداخلته أول أمس الخميس بطنجة المغربية،  المفكرين إلى ضرورة إعادة النظر في الجاهز من المسلمات، معتبرا أن الجرأة في العالم العربي «ما تزال محدودة». ويشارك في التظاهرة مثقفون وأدباء على غرار أدونيس والكوني ويوسف الصديق.
خلال مشاركته في الندوة الأولى بمهرجان الثقافة الأمازيغية «ثويزا»، الخميس الماضي بطنجة المغربية، قال الأديب الجزائري واسيني الأعرج، إن «جرأة المثقف ليست هي القدرة على القول فقط، بل هي الانخراط في هذا القول، حتى لا يقع في الازدواجية»، مضيفا بأن «الجرأة في العالم العربي عموما محدودة، لكونه (أي العالم العربي) لم يستطع في التاريخ المعاصر أن يخلق نموذجا أو أيقونة تشكل مرجعا للأجيال وعلامة تاريخية على وصول الفكر إلى مستوى معين».
ودعا واسيني، الذي يمثل الجزائر في هذه الندوة التي تشهد مشاركة العديد من المثقفين والأدباء والمفكرين على غرار أدونيس والتونسي يوسف الصديق والليبي إبراهيم الكوني، المفكرين إلى ضرورة إعادة النظر في الجاهز من المسلمات، كما اعتبر من خلال ملاحظته لبعض نماذج المثقفين في التاريخ العربي المعاصر أن «توقف جرأة المثقف في مرحلة معينة من مساره، تكون عواقبها وخيمة وتدفع به إلى النسيان».
أما التونسية ألفة يوسف فرأت بأن «الجرأة ليست اختيارا أو قرارا إراديا، بل هي مفهوم سياقي وتاريخي مرتبط بالمجتمع وزمنه»، وأن «صدق المثقف في طرح القضية، مهما كانت، يجعل لها صدى لدى السامع». بالمقابل، وصفت ألفة يوسف المجتمعات العربية والمغاربية بأنها «إقصائية لا تقبل الاختلاف مع من لهم قراءة مختلفة».
من جهته، اعتبر الكاتب والشاعر المغربي أحمد عصيد أن «السياسة دون ثقافة تبقى عمياء»، كما أن «السياسة دون عمق ثقافي، تكون فاقدة للعمق الإنساني». فيما أكد مواطنه صلاح الوديع أنه لا يتصور «مثقفا دون جرأة»، لأن المثقف يلامس القضايا الحساسة بالحد الأدنى من الاستقلالية، مشيرا إلى انحسار الفضاءات التقليدية ودخول الشبكات الاجتماعية كفاعل أساسي.
للإشارة فإن مهرجان «ثويزا»، الذي انطلق سنة 2005، يهدف إلى تشجيع الحوار والتبادل بين الثقافات والحضارات. ويناقش ضيوف هذه الطبعة، التي انطلقت الخميس وتختتم غدا الأحد، محاور منها مستقبل الثقافة في الفضاء المغاربي، ومستقبل الأمازيغية، والمشروع الفكري المعاصر في الفضاء المغاربي. ويستضيف المهرجان مثقفين وأدباء على غرار الشاعر والمفكر السوري أدونيس، والمفكر التونسي يوسف الصديق، والأديب الليبي إبراهيم الكوني.