طباعة هذه الصفحة

المهرجان المحلي الثامن لصناعة الفخّار بالمعاتقة تيزي وزو

حينمــــا يكــــون التراث المــــادي دعامــــة للهويــــة الوطنيــــة

أسامة - إ.

إن من أحسن أشكال التعبير الثقافي وأنجعها، تلك التي تنطلق من الخصوصية والمحلية، لأنها وحدها الكفيلة بإيصال ثقافة أمة ما إلى العالمية. لعلّ في المهرجان المحلي لصناعة الفخار بمدينة معاتقة بتيزي وزو خير مثال على ذلك. هذا المهرجان، الذي يشارك في دورته الثامنة أزيد من 120 حرفي يمثلون قرابة 15 ولاية، يقترح على الجمهور منتجات تقليدية محلية، من أوان وأدوات فخارية وحلي وسلال وملابس وزيت زيتون وعسل، تعبر كلها عن أصالة التقاليد الجزائرية الضاربة في عمق التاريخ.
يختتم، اليوم، المهرجان المحلي لصناعة الفخار في دورته الثامنة، التي احتضنت مدينة معاتقة، بولاية تيزي وزو، انطلاقها الأربعاء الماضي. وفي هذا الإطار، تم تدشين معرض يعبر عن تراث الولاية خصوصا والمنطقة عموما، بل ويتوسع إلى تقديم الثقافة الجزائرية بتنوع مشاربها، خاصة وأن المشاركين في المهرجان قادمون من عديد ولايات الوطن.
يقترح هذا المهرجان السنوي، الذي يرفع هذه السنة تحت شعار «فخار المعاتقة.. الثقافة المادية والهوية الإقليمية»، يقترح على زواره خصوصيات الصناعات الحرفية التقليدية المميزة لكل منطقة من مناطق الجزائر، ولكنه يقترح أيضا أنشطة ثقافية وفنية في برنامج موازٍ للمعرض، على غرار ورشة الأطفال الفخارية وعروض الطبخ، وفي هذه الورشات يمكن معاينة كيفية تحويل الطين من مادة أولية إلى تحف فنية، حيث تُعرض مختلف المراحل التي يتبعها الحرفي في مزاولة هذه الحرفة الضاربة في القدم.
كما يتضمن البرنامج محاضرات أكاديمية تتطرق إلى تاريخ الحرف التقليدية بالمنطقة وسبل تطويرها والحفاظ عليها. من الأمثلة على هذه المحاضرات، تلك التي تحمل عنوان «أراضي الفخار القبائلي المزخرف» من تقديم زهرة صاحب، وتتطرق حورية سيدهم إلى مسألة «استغلال المحفوظات المحلية لتطوير ومعرفة الأجداد»، مقترحة بعض الطرق والوسائل التي تهتم بحماية الموروث الثقافي المادي الذي تتمّيز به منطقة القبائل وما جاورها. فيما يقترح محمد دحماني موضوع «الفخار القبائلي»، ويقترب من الموضوع من زاوية إثنوغرافية. أما مولود بربار فيلقي محاضرة عنوانها: «التطوير المؤسّس على الخبرات المحلية.. بين الانتعاش الإداري والنسخ الاحتياطي وإعادة تشكيل الحرف».
 لا يتوقف الأمر عند هذه النشاطات، حيث يوشّح برنامج المهرجان بعروض مسرحية وموسيقية، ما يعطي التظاهرة صورة متكاملة عن العلاقة بين مختلف وسائل التعبير الوجداني، ذي العلاقة مع الهوية والأرض، والتعايش بين الثقافات المتنوعة، وهو ما مكّن الجزائر من أن ترفع شعار العيش معا في سلام.