طباعة هذه الصفحة

الناقد السوري محمد عبيدو:

مهرجان «الباهية» عرس سينمائي عربي حقيقي

وهران: مسعودة براهمية

يرى السوري محمد عبيدو، صحفي وناقد سينمائي، «أنّ المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران هو ثاني موعد سينمائي اعتمد للسينما العربية، بعد مهرجان باريس الذي كان ينظمه معهد العالم العربي قبل توقفه، ورغم ازدحام الخريطة العربية بعشرات المهرجانات السينمائية المتنوعة.. وهذا يصارع ذاك .. يبقى مهرجان «الباهية» العرس السينمائي العربي الحقيقي …
أكّد محدثنا في تصريح لـ» الشعب»، إنه يولي أهمية بالغة لمهرجان وهران السينمائي، في سياق تحدياته ليكون أكثر عمقا وفائدة في التقاء الفنانين العرب والجزائريين والاحتكاك بينهم، منوّها في الوقت نفسه بالحرص الكبير الذي يبديه النجوم والمخرجون والنقاد والإعلاميون العرب من أجل المشاركة، حيث الحوار السينمائي والصورة الخلاقة وفلسفة السينما وجمالياتها بمختلف تجلياتها.
 أشار عبيدو أحد أهم الفاعلين في مسار الفيلم العربي،  إلى أنه ورغم العثرات التي أصابته أحيانا وترشيد النفقات وتحديد الميزانية وضعف السبونسر بالعامين الأخيرين، إلا أن العاملين فيه بذلوا جهدا لاستمراره بالباهية ومواكبة أهم الإنتاج السينمائي العربي الحديث.
 في رده على سؤال حول برنامج الطبعة الحالية، أجاب قائلا: لا يمكننا الحكم على برنامج الدورة الجديدة قبل اكتمالها، ومن الأفضل أن نبقى متمسكين بطموحاتنا وأهدافنا وأحلامنا في  فضاءات أفضل وأوسع للإبداع السينمائي والثقافي العربي، كما عبّر عن آماله في أن يضع القائمون عليه خططًا علمية وعملية لاستمراره وتطوّره وتميزه لإغناء الحراك السينمائي وخلق وعي وذائقة سينمائيّين ونشر الثقافة السينمائية بالمشهد الثقافي الجزائري والعربي... كما شدّد على ضرورة: « تأكيد بصمته وهويته، والاهتمام بجزئيات المشهد السينمائية كصالات العرض السينمائية الصالحة للمشاهدة بوهران وابتعاد المهرجان عن الوجوه السينمائية المتكررة والانفتاح على الجميع، مع التركيز على التفاعل مع أهل وهران والولايات القريبة من مشاهدين وسينمائيين وإعلاميين».
 أشار  عبيدو من جانب آخر إلى» أهمية الإمكانات المالية وضرورتها لإنجاح المهرجان، إلا أنه اعتبر أنّها ليست هي الشرط الأساسي، مستدلا على ذلك بالمهرجانات الخليجية كأبوظبي ودبي التي اعتمدت على البذخ الكبير أيام الوفرة النفطية ولكنها توقفت مع انخفاض أسعار النفط .. غير أنّ سعر 10 سيارات مرسيدس جديدة، كافية بحسبه لصناعة مهرجان مميز وأكثر من 10 أفلام روائية طويلة وتسجيلية ومهرجان مميز، متسائلا في الختام: «الحرص على استيراد 10 سيارات للمسؤولين أهم من إقامة مهرجان يكون وجها حضاريا لبلداننا العربية ؟»