طباعة هذه الصفحة

نزل ضيفا على مسرح قسنطينة

السّينمائي أنور حاج اسماعيل يتحدّث عن تجربته في أمريكا

قسنطينة: أحمد دبيلي

استضاف مسرح قسنطينة محمد الطاهر الفرقاني، أمس الأول، الممثل والمخرج والمنتج الجزائري أنور حاج إسماعيل، وهذا عقب مشاركته في فعاليات الطبعة 11 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.

 تحدّث أنور حاج إسماعيل في هذا اللقاء الثقافي المميز، أمام  نخبة من المثقفين والمسرحيين والمهتمين بعالم السينما، عن بداياته في عالم الفن السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا بعد محطة قصيرة في فرنسا درس فيها العلوم السياسية ُثم الإعلام الآلي، لكن توجهه الفني ـ كما أضاف ـ قاده الى دراسة الفن السينمائي، حيث تخصص في بداية الأمر في كتابة السيناريو، كما شارك في العديد من الأدوار الثانوية في أفلام “هوليوود” التي تعتبر بحق أشهر عاصمة للصناعة السينمائية في العالم.      
 وذكر أنور حاج إسماعيل بأن ولوجه عالم السينما كان صعبا للغاية في بداية مشواره، لكن دراسته لهذا الفن واحتكاكه ببعض الوجوه السينمائية وزملاء الدراسة الذين عمل معهم فيما بعد كمساعد في بعض الاعمال الفنية، مكّنه من تثبيت خطواته الأولى بعد كتابة سيناريو جديد “محور الشر”، الذي جاء كنتيجة حتمية بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، ثم تلت بعده أعمال أخرى ومنها على وجه الخصوص فيلمه القصير”حقول المعركة”، الذي يروي قصة لقاء بين لاجئ عراقي يأتي الى الولايات المتحدة الأمريكية ويلتقي في سيارة أجرة مع جندي أمريكي شارك في حرب العراق، وبعد حوار دار بينهما كشف كل منهما شخصية الآخر ينتصب بينهما جدار من الصمت بسبب هذه الحرب الجائرة؟
ويضيف أنور إسماعيل: “لقد أردت من خلال هذا العمل إظهار كل من الشخصيتين على الشاشة، وترك إنسانيتهما تتحدث بكل عفوية وبعيدا عن أحداث هذه الحرب النفسية، والتي كانت تتستر على الكثير من الأشياء”، مؤكدا على كل الأعمال التي قام بها حتى الآن تدور في هذا الفلك، كتحقير الأجنبي والدين والثقافات والخوف من الآخر، وهذا على الرغم من أن الدين الإسلامي هو دين تسامح ومحبة واحترام الآخر.
وعن عرض هذا الفيلم في الجزائر يقول المتحدث، سيكون للجمهور الجزائري فرصة مشاهدته ابتداء من شهر ديسمبر القادم في عدة ولايات، كما سيشارك في مهرجانات للسينما، منها مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ومهرجان آخر في المغرب، كما كشف أنور إسماعيل عن مشروعين جديدين  يخوض غمارهما في الأفلام الطويلة منها مشروع فيلم يتم تصويره في مدينة قسنطينة في المستقبل القريب، حيث سبق وأن تمت الموافقة على سيناريو الفيلم منذ سنتين تقريبا.
وفي الحوار الذي أثاره على هامش هذا اللقاء، وخاصة ما تعلق منه بجانب الإنتاج السينمائي وتمويل الأفلام، تحدث أنور إسماعيل عن التجربة الأمريكية من خلال الأستديوهات العملاقة التي تعمل على إنتاج الأفلام المميزة، والتي تخصص لها ملايين الدولارات باعتبارها صناعة رائجة تعود على منتجيها بالأرباح الطائلة، كما تحدث عن الأفلام الأخرى والتي تحتاج فيما يسمى بالتمويل الذاتي، والذي يتأتى عن طريق الحملات الاشهارية التي تشارك فيه مجموعة من الأشخاص والجمعيات التي تقتنع مسبقا بسيناريو الفيلم المقترح تبدأ بعدها الحملة بجمع الأموال المخصصة لهذا العمل، وهي في الحقيقة ـ كما أشار ـ عملية تحفيزية لإنجاز عمل سينمائي قد يلقى رواجا كبيرا بعد خروجه الى عالم الشاشة الكبيرة