طباعة هذه الصفحة

الكاتب علي مغازي يفتح قلبه لـ«الشعب» :

تطور علاقتي بالقراء جعلني أطمح إلى تحقيق المزيد ، محتفظا باستقلاليتي

حاورته : إيمان كافي

 صدور نسخ ورقية لأعمالي كان بإصرار من قرائي ومتابعي الأوفياء
أصدر في الآونة الأخيرة الكاتب علي مغازي أولى رواياته التي حملت عنوان «16 من عشرين» عن دار ميم للنشر والتي ستقدم لجمهور القراء في 311 صفحة، بغلاف مصمم بشكل جذاب للفنانة التشكيلية اليمنية منال سيف  ، اذ يعتبر الكاتب علي مغازي وهو من مواليد 1972 بجنوب الجزائر والذي سبق وان انطلق من المزاوجة بين النصين الشعري والقصصي ليدخل تجربته الأولى في النص الروائي بـ»16 من عشرين»أنه بفضل قرائه ومتابعيه الأوفياء يكتشف متعة الكتابة ويتعلم روح المغامرة  ويشعر بالحماية في عزلته لأنهم هم من يدفعونه إلى كتابة المزيد من القصص ويشجعونه في المضي قدما بإطلاق العنان للكلمة المخلصة للذات والواقع.

 «الشعب»  : بعد اشتغالك على النصين الشعري والقصصي، كيف تصف تجربتك الأولى مع النص الروائي؟
علي مغازي: من المعروف أن النص الروائي - رغم المساحة الفضفاضة التي يتيحها للتعبير- يتفرد بكونه يتطلب نفسا طويلا في الكتابة، كما أن الرهان فيه هو إيصال الحكاية بلغة تتحاشى الإطناب المبالغ فيه الذي قد يبعث الملل في نفس القارئ، ويكون هذا دون الإخلال بالبناء السردي وما يتعلق بشروطه. على هذا الأساس فقد اشتغلت في «16 من عشرين»، على تنويع الأزمنة والأساليب السردية، سيما الحوارية  بما في ذلك الحوار المباشر بين شخوص الرواية، وكذا الحوار الداخلي، أو ما يطلق عليه النقاد تسمية «حوار الوعي»؛ وهو ذلك النوع من الحديث الباطني الذي يجلس فيه الكاتب في الخلف، ليرى ويحس بعين وحواس شخصية الرواية فاتحا المجال أمام التداعي الحر لأفكار هذه الشخصية دون إخضاعها لأي انتظام سببي تعاقبي.
ومن هذا المنظور، فقد كانت هذه التجربة، مختلفة وخاصة، تناولت فيها الكتابة عن الآخر من خلال ذهنه هو، وعبرت عن قصته بحسب رؤيته وانطباعاته الخاصة وتقييمه لما ورد بها من أحداث.
حدث إصدار روايتك الأولى أعقبه اهتمام واسع وتفاعل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي كيف كان أثره بالنسبة لك؟
بمجرد أن تفضلتْ الصديقة الكاتبة «أسيا علي موسى» صاحبة دار «ميم» للنشر، بوضع غلاف «16 من عشرين» على صفحتها، حتى تلقيت عددا هائلا من التهاني، ثم - وبشكل تلقائي ـ انتشرت صورة الغلاف على صفحات الأصدقاء.حجم التفاعل كان كبيرا جدا، وسيستمر ويتسع، لأنني أحظى بمحبة سعيت أن أستحقها من قرائي الذين أحبهم بروح من الإخلاص، وأتفاعل معهم بشكل جيد، وغالبا ما أشعر بمسؤولية ـ من نوع خاص إزاءهم ـ أترجمها في أسلوبي ونصي وكلمات...
أنا أوجه نصوصي للقارئ دون وسيط  - باستثناء وسيلة النشر- وأنتظر النقد والملاحظات والتصويبات، وهذا ما يحدث غالبا،  تطور علاقتي بالقراء جعلني أطمع في تحقيق المزيد، متحاشيا أي شعور بالغرور، محتفظا باستقلاليتي.
قد يقول أحدهم: لماذا يتحدث هذا الرجل عن القراء بهذه الإيجابية؟، وأرد على الفور: بفضل هؤلاء القراء اكتشف متعة الكتابة، وتعلمت روح المغامرة وشعرت بالحماية في عزلتي.. غالبا ما يقال لي: «اكتبْ المزيد من القصص ولا تنتبهْ لأحد.. نحن نحب جنونك ونتحمس له». وهذه جائزتي الكبرى.
^لطالما دافعت عن النشر الالكتروني فماذا يعني دخولك عالم الرواية الورقية؟
^^ الخوض في مجال النشر الإلكتروني مغامرة ممتازة، كونها تتخطى الكثير من العقبات الزمنية والمكانية، وحتى المؤسساتية لإيصال النص إلى القارئ. إلا أن الكتاب الورقي ما يزال يحتفظ - هو الآخر - بجمهوره، ولعل إصرار الكثير من قرائي ومتابعيّ الأوفياء على صدور نسخ ورقية لأعمالي، هو ما دفعني إلى ذلك، ناهيك عن أن غياب القوانين الحامية لحقوق التأليف في النشر الإلكتروني يمثل مشكلة حقيقية، في انتظار أن تتضح الأمور لاحقا.
^ روايتك «16 من عشرين» ستكون حاضرة في  سيلا 2018 ومتابعوك في شوق كبير لقراءتها بماذا هم موعودون؟
^ ^ أقل ما يمكن لروايتي.. أو لبطلة روايتي أن تعد به قراءها، هو أن تشاركهم تفاصيل حكاية نابعة من عمق المجتمع، إنها بطلة غير مستحيلة، تتحدث بروح من الجرأة والحرية الجادتين، وربما تنجح في إشراك القارئ داخل معركتها ضد «شخوص الوهم» وفي حلمها بترميم علاقتها بنفسها.
^ في الأخير هل ثمة مشاريع في الأفق للكاتب علي مغازي؟
^^ بالتّأكيد، ثمة المزيد من المشاريع والأعمال التي سأركز عليها بالفترة القادمة. وما يمكن التصريح به - في الوقت الراهن- هو وجود مجموعة قصصية تحت الطبع، لدى دار بوهيما بالجزائر، تتضمن مئة قصة وقصة من صميم الواقع.