طباعة هذه الصفحة

اللّقاء الافريقي المتوسطي للكاتبات الشابات يحتفي بالمبدعات

ميهوبـــــي: الجـــــزائـــــر فـــــي حاجـــــة إلى دعـــــم المزيد مـــــن الأديبـــــات الناشئــــــات

المكتبة الوطنية: فضيلة بودريش

إشادة بإطلاق جائزة يمينة مشاكرة الروائية  
لأول مرة تلتقي الكاتبات الجزائريات الشابات مع نظيرتهن من القارة السمراء والبحر المتوسط في لقاء ثقافي مفتوح على تبادل التجارب والاحتكاك وتذوق إبداعات بعضهن البعض على اختلاف وتميز أصواتهن، حيث يعوّل على هذا اللقاء كثيرا في إثراء الرؤى والأفكار.
 المكتبة الوطنية بالحامة كانت على موعد مميز لاحتضان فعاليات لقاء أدبي جزائري وإقليمي يكتسي أهمية كبيرة خاصة على خلفية تنوع الأصوات الأدبية الإبداعية الشابة بحضور نحو 50 مشاركة تتقاطعن في الاحتراق. ولعل أهم ما ميز الجلسة الافتتاحية في اليوم الأول إطلاق جائزة أدبية مرموقة للروائية الراحلة يمينة مشاكرة التي قال عنها الأديب الكبير كاتب ياسين عندما قدم لها إحدى رواياتها، بأنها «روائية بوزن البارود».

افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اللقاء الإفريقي الأورو متوسطي للشابات الكاتبات، حيث طاف في البداية بأجنحة الناشرات والكاتبات، واطلع على آخر إصدارتهن، وترحم الوزير في بداية كلمته على الروائي مجاهد حفناوي زاغز، الذي قال عنه الوزير في شهادته أنه كان يكتب بعيدا عن الأضواء، لأنه كان في منصب لا يسمح له بالظهور.
 علما أن الراحل كان ينتج كثيرا من الأعمال الروائية، وكان الوزير قد التقاه خلال تكريمه عام 2001 بالمكتبة الوطنية بالحامة.
 وأثنى ميهوبي على مبادرة الناشرة دليلة نجام التي تقدمت بمبادرة تنظيم هذا اللقاء، لأنه مقتنع بأن الاهتمام بالأدب مسألة حيوية، ولأن هذه المبادرة تهتم بالأديبات الناشئات والجزائر في حاجة إلى دعم المزيد من صاحبات المواهب القادرات على الذهاب بعيدا بالقاطرة الإبداعية، على خلفية وجود عمل كبير يجري في الجزائر العميقة ولا يتم اكتشافه من إبداع لشابات في مختلف المجالات الأدبية بأكثر من لغة.
 وذكر الوزير في سياق متصل أن الكتابة مسألة مرتبطة بقدرة وقناعة صاحبها، مبديا التزامه  بمرافقة الكاتبات وتشجيعهن التأليف، لأن الجيل الجديد في حاجة إلى دعم ومساعدة ولقاء مختلف الكاتبات.

كل كاتب شمعة تضيء الثقافة الجزائرية

وقدم الوزير شهادة في الروائية للراحلة يمينة مشاكرة التي تحمل جائزة الطبعة الأولى لهذا الملتقى اسمها، وقال أنها تنتمي إلى جيل من المبدعين الكبار أمثال كاتب ياسين والطاهر وطار، مخلصا إلى القول في هذا المقام أن كل كاتب جديد يعد شمعة تضيء الثقافة الجزائرية، ووقف على الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية للثقافة والأدب حيث يتابع بشكل متواصل الحركة الأدبية الجزائرية وتطورها بصورة مستمرة، والتزم أن يبق إلى جانب الكاتبات المبدعات ككاتب قبل أن يكون وزيرا ومثقفا ومسؤولا.

 صوت نسوي متفرد

من جهتها، دليلة نجام ناشرة محترفة ومنظمة اللقاء اعتبرت اللقاء إطارا ملائما لتعزيز مكانة الأديبات الناشئات في المجال الثقافي المحلي والإقليمي وتتقاطع فيه التجارب الثرية والآداب المضيئة، مؤكدة أنه كان مجرد فكرة في الثامن مارس 2017، وتجسدت فيما بعد على أرض الواقع لتكون نافذة لجميع المبدعات من أجل القول «أنا» للجميع ويسمع أصواتهن الإبداعية إلى أبعد حد.
وأضافت نجام أن جائزة الروائية يمينة مشاكرة تطلق لأول مرة  من الجزائر، حيث وصفتها بالصوت النسوي المميز والمتفرد الذي رحل في عام 2013 وتكرم بالموازاة مع ذلك الكاتبات اللائي يشاركن في اللقاء والهدف الجوهري يكمن في مد يد العون لهن حتى يفجرن قريحتهن ويواصلن في الرقي بالأدب الجزائري بجميع اللغات.
إذا ملتقى الأديبات الشابات الإفريقيات ومن البحر المتوسط يعد إضافة كبيرة جدا للأدب الجزائري والنسوي بشكل خاص، وكذا الأجنبيات اللائي ينفتحن على كاتبات من بيئة مختلفة، ولأنه يضرب موعدا خاصا لدعم الإبداع وتشجيع الأصوات الشابة على الكتابة والنشر، ويحتفي بالكاتبات بجميع اللغات أي بالعربية والأمازيغية والفرنسية، ومن الكاتبات الجزائريات اللائي يشاركن بتجربتهن واحترقن ليرى هذا الملتقى النور من خلال مساهمتها في التنظيم إلى جانب السيدة نجام دليلة، نذكر أمينة مكاحلي التي تكتب الرواية والشعر بالفرنسية غير أنها متفتحة على جميع الكتابات ومتعطشة لقراءتها.
 وتحضر مكاحلي مرفوقة بتجربة الكتابة والتتويج في مدينة ميلانو الايطالية عن إحدى أعمالها الادبية والتي تحكي عن الوطن، حيث تحدثت عن الثراء الذي يميز هذا اللقاء الاول من نوعه في الجزائر، وينتظر أن يعرف نجاحا ويتحول اللقاء إلى تقليد ومدينة الجزائر أرضية الانطلاقة للكاتبات.
وترى مكاحلي أن هذه المناسبة التي تكرم فيها الروائية الجزائرية يمينة مشاكرة التي تركت روايتين لكن قيمتين، سيكرم كذلك الكاتبات الجزائريات في المهجر، بهدف الاحتكاك وتبادل التجارب، وتحدثت الكاتبة عن أهمية الأجنحة التي نظمت على هامش اللقاء حيث تحضر الناشرات من الجزائر ومن خارجها لعرض آخر الإصدارات، إلى جانب الورشات والنقاشات، وسلطت الضوء على أنه تم الحرص عند إطلاق جائزة الكاتبة يمينة مشاكرة أن تكون جائزة بثلاث لغات أي العربية والفرنسية والأمازيغية وفي كل جائزة لجان تحكيم نساء، حيث ربيعة جلطي ترأس جائزة اللغة العربية، مايسة باي باللغة الفرنسية وليندة كوداش التي تعد أول إمرأة كتبت باللغة الأمازيغية، سوف ترأس لجنة التحكيم بهذه اللغة الأصيلة. وأطلقت الجائزة رسميا في اليوم الأول من هذا اللقاء علما أنه يختتم غدا الإثنين.

صرحن لـ «الشعب»
 تظاهرة مهمة تنتظرها المبدعات بشغف
^ نسيبة عطا الله:  الشاعرة والقاصة من ولاية معسكر الفرصة بالنسبة لها جوهرية للقاء أصوات نسائية مهمة لم تكن تعرفها من قبل، لأنها تعتبر نفسها صوتا جديدا وكاتبة شابة، ومتحمسة للقاء كاتبات بمختلف اللغات، وهذا ما يوسع من إطلاعها أكثر ومن شأنه أن يساهم في تطوير تجربتها الابداعية، وبالتالي يعمق تجربتها. واعترفت نسيبة بأنها في السابق سمعت عن مشاكرة لكن لم تكن تعرفها لأنها لم تقرأ لها قبل تنظيم هذا اللقاء، وأثنت القاصة نسيبة كثيرا بالموازاة مع ذلك عن الاعلان عن جائزة تحمل اسم امرأة كاتبة ذات وزن.
^ ياسمينة بريهوم، كاتبة ومترجمة، وصفت اللقاء بالفضاء المهم للاحتكاك والنقاش الأدبي والذي يساهم في فتح نوافذ جديدة للأديبات وتذوق إبداعات مختلفة، وترى أن إطلاق جائزة يمينة مشاكرة  تقليد مميز، ينبغي أن يترسخ في الساحة الثقافية، ويكون فرصة جديدة للأقلام الشابة الجديدة وتكريم الكاتب وبالتالي الاحتفاء بابداعه، ودعت في سياق متصل إلى ضرورة استمرار هذه الجائزة، وأن تكون الأعمال الفائزة جيدة تثري الأدب الجزائري بكل أطيافه.
^ صالحة العراجي، روائية وقاصة، قالت إنها تنتظر الكثير من هذا اللقاء خاصة على صعيد التواصل مع الكاتبات ولقاء كاتبات جديدات يكتبن بلغات مختلفة، وأكدت أن هذه التظاهرة الثقافية جد مهمة تنتظرها جميع المبدعات بشغف، ووصفت الكاتبة يمينة مشاكرة بالاسم الروائي الكبير ويكفي أن كاتب ياسين قال بأنها «كاتبة وزنها من بارود» وتكتب الرواية لتمرر الشعر، علما أنه زارها وسأل عنها لأنها روائية عميقة جدا، ومن الكاتبات الرائدات وتعتقد أنه لا غربة أن تخص بجائزة، يذكر أن يمينة مشاكرة تركت روايتين أشهرها «المغارة المتفجرة»، لكن ضاع كم معتبر من أوراقها التي كانت تضم إبداعاتها وضاعت بسبب عدم استقرارها.
^ جميلة طلباوي، كاتبة من بشار، وجدناها متعطشة للاحتكاك مع الكاتبات ومع مختلف الألوان الإبداعية لملامسة زخم من الشعر والرواية والقصة، وشدتها هذه الطبعة الأولى من اللقاء لأنه يكرم المرأة الكاتبة، وقالت أنه عندما تخصص جائزة باسم كاتبة فإن الحركة الثقافية و الفعل الإبداعي بخير على حد تقديرها.
^ بيسان جهاد عدوان، الناشرة والكاتبة الفلسطينة، أبدت اهتماما كبيرا بالأدب الجزائري، ولم تخف أنها عندما اقتربت منه وجدته ثريا وبلغات ثلاث أي بالعربية والفرنسية وكذا الامازيغية، وترى ذلك ثراء وقيمة لا توجد في أداب أخرى، واعتبرت الفرصة ذهبية ليسطع نجم أديبات موهوبات وتكون لهن فرص النشر والبروز، وبالتالي المساهمة في ترقية الفعل الثقافي والحركة الأدبية.