طباعة هذه الصفحة

القاص محمد الكامل بن زيد لـ «الشعب»

القصّة القصيرة هي «الإعجاز في الإيجاز»

حاورته حبيبة غريب

 مسرحيتي «القطّة لؤلؤ» أوّل عمل للمسرح الجهوي بسكرة

  بعد التألق بامتياز واحترافية في كتابة القصة والقصة القصيرة، انتقل إلى خوض تجربة أدبية أخرى، الكتابة لأبي الفنون، وكانت انطلاقة جد مثمرة  لنصوص لمسرح الطفل وللكبار أيضا، فجّر من خلالها طاقات إبداعية كامنة فيه، كانت باكورتها ترجمة أول نص كتبه في هذا المجال، إلى عمل مسرحي أنتجه المسرح الجهوي لبسكرة كأول عمل فني لهن انه القاص و الكاتب المسرحي محمد الكامل بن زيد. 

 الشعب:  كيف هو واقع القصّة القصيرة في المشهد الثّقافي الجزائري؟  
 محمد الكامل بن زيد: بدأت تستعيد مكانتها نظرا للتسارع الزمني  إذ أصبح الناس يعيشون في زمن السرعة، ويطلبون أعمالا قصيرة في الرواية، ويخطئ من يقول أن كتابة القصة أصبحت سهلة، فهي أصعب عملية إبداعية، لها أسس يعتمد عليها وهي معروفة، أما الأساليب فقد تطورت الحركة الكتابية مع تطور وبروز مدارس للقصة خاصة الأجنبية منها.
فقط أطلب من كتابنا احترام هذا، فالقصة في ذاتها وخاصة القصة القصيرة جدا، هي الإعجاز في الإيجاز، وهذا تعريف خاص بي استلهمته من أحد الأصدقاء الأستاذ عبد القادر صيد.
- هل يحترم كتّاب القصّة القصيرة وخاصة الشبان طقوسها اليوم، وبماذا تنصحهم؟
- جميل أن يكون هناك شباب يكتب القصة القصيرة، خاصة لهذا الزخم الكبير وخاصة بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، الذي سمح لهم فرصة النشر دون رقيب.
لذا أنصحهم بالتريث والكتابة والقراءة الجادّة، فمن يقرأ جيدا يكتب جيدا، لأنّني أخشى عليهم قول البارتو مورافيا «الفايسبوك أصبح مرتع الحمقى»، حيت أتمنى أن يكونوا عمالقة وليس حمقى».
- ماذا عن النّقد في القصّة القصيرة والقصّة القصيرة جدّا؟
-  قبل سنوات قليلة كنت ألوم دكاترة الجامعة، الذين يعيشون في برج عاجي وعدم حرسهم على نقد الأعمال الأدبية، يهتمون فقط بالذاكرة، لكن حاليا مع حركية دخول المبدعين من الشعراء والكتاب والروائيين إلى الحرم الجامعي، دراسات عليا، فالمبدع أصبح دكتورا، مثلا في بسكرة الدكتورة دليلة مكسح، سليم كرام، بتقة سليم، شهرزاد زاغو، محمد أمين بحري وغيرهم أصبحت هناك حركة نقدية مقبولة مع اجتهادات نقّاد آخرين خارج أسوار الجامعة، أشهرهم عبد
الله لارري وعبد القادر صيد.
- انتقلت منذ فترة إلى الكتابة المسرحية، كيف هي التّجربة معك؟
-- الكتابة للمسرح تجربة فتية جاءت لظروف
معيّنة، فجّرت عبرها طاقة كامنة، غيرها حقيقة، وعبارة «أعطيني مسرحا أعطيك شعبا مثقّفا»،
اكتشفت الخبايا الراقية لفن المسرح خاصة أدب ومسرح الطفل.
وتجربتي هذه لم تكن لولا مساندة الزملاء ودعمهم بالشرح وتشريح النص، إلى جانب هيئة المسرح الجهوي لبسكرة وعلى رأسهم مراد بن شيخ مدير المسرح، والذي فتح أبوابه لكل مبدعي المنطقة.
 - حدّثنا عن هذه التجربة الفتية وعن الأعمال المسرحية التي أثمرت عنها؟
-  في جعبتي حاليا تجارب لمسرح الطفل، وتجربتين للكبار وهي «لؤلؤ والجرس الذهبي، الخندق وكركر والقيتارة السّحرية»، وهذا آخرها. وأعمالي للكبار هي «الكمانجة» والكرسي المتحرك».
وقد كان من فضل الله أن أول عرض مسرحي في تاريخ المسرح الجهوي لبسكرة سيكون لسيناريو الذي كتبته القطة لؤلؤ، والتي سيكون عرضها الشرفي في الجزائر العاصمة.
- الآن وقد أنتجت مسرحية القطّة «لؤلؤ» استنادا إلى نصّك، ما هو شعورك؟
--  شيء رائع أن تلج معالم المسرح فهو أدب وفن راقي له خصوصية جميلة تختلف عن الكتابة الروائية أو القصصية، وبإنتاج مسرحيتي أحسست كأنْي ولدت من جديد..والحمد لله.