طباعة هذه الصفحة

يعشق المسرح.. وقد يورد الجزائر في كتاباته القادمة

«مو يان».. لقـاء التواضـع والعظمـــــة

قصر المعارض: أسامة إفراح

«مو يان»، أو «ذاك الذي لا يتحدث».. كاتب صيني انطلق من المحلية ليبلغ العالمية، وجعل من قريته مسقط رأسه ديكورا لرواياته، فصنع منها واحدة من أشهر القرى.. كتب «مو يان» عن الريف والمزارعين والتاريخ والأساطير، وربط بين الماضي والواقع، فمكنه ذلك من الفوز بنوبل للأدب ذات أكتوبر 2012.. هو أول حائز على نوبل يزور معرض الجزائر للكتاب.. نشط أمس الثلاثاء لقاء مع الجمهور، تحدث فيه عن تجربته، ذكرياته، آماله وطموحاته.. وأكد لنا حبّه الكبير للفن الرابع.
لم صاحب «الذرة الحمراء» تأثره بقصص جدته، معتبرا أن «إبداع أي كاتب في العالم يرتبط ارتباطا كبيرا بتجاربه في فترة الطفولة». وأضاف مو يان بأنه مجرد طفل في قرية صغيرة لم يتمكن من التعليم إلا إلى غاية الصف الخامس فقط، فوجد نفسه وسط أشخاص مسنين يستمع إلى حكاياتهم وقصصهم.
ويقول: «لم أتصور أن هذه القصص التي سمعتها ستتحول يوما ما إلى العمود الفقري لكل الأعمال الأدبية التي سأكتبها».
وأضاف مو يان أن الروايات محض خيال ويستخدم الكاتب الأحداث التاريخية ليحولها إلى خيال داخل أعماله الأدبية، كما تحدث عن مسقط رأسه الذي هو مكان حقيقي دارت فيه الأحداث التي تخيلها. «بعد ذلك حاولت أن أكتب عن المدينة ولكن الكثير كان يرى أن كتاباتي عن المدينة سيئة جدا، لذلك خيالاتي عن المدينة عرفت الكثير من القيود لأنني لم أتعرف عليها بشكل جيد.. أما عندما أكتب عن القرية ففي ذاكرتي وفي عقلي ذكريات كثيرة أحتاج فقط غلى أن أضيف عليها.. لست فقط على دراية بحياة المزارعين في الريف بل أيضا فنيات الزراعة وأنواع المحاصيل مثلما جاء في الذرة الرفيعة، وحتى الحيوانات في القرية على علاقة جيدة بها في ذاكرتي». وخلص الكاتب الصيني إلى القول: «عندما أغير المكان لا أستطيع الشعور بنفس الألفة عندما أكتب عن القرية.. مع أني عشت في المدينة ضعف عمري في القرية إلا أنني أشعر بوجود جسر عميق بيني وبين المدينة ولا أستطيع دخول دهاليزها.. لقد وجدت طريقة جيدة مؤخرا هي تحويل مسقط رأسي في الريف إلى مدينة صغيرة، لذلك في رواية «الضفدع» الأخيرة ظهرت الكثير من مظاهر المدينة كالجسور والمسرح الكبير وبرج البث التلفزيوني التي انتقلت من المدينة إلى القرية».
وقال مو يان إن صديقا له سأله هل يمكن أن تظهر الجزائر في أعماله الأدبية القادة، «وقلت له ممكن جدا أن تظهر، ولا أستبعد بعد عدة سنوات أن يظهر مبنى مميز في الجزائر داخل أعمالي الأدبية وأنقله من الجزائر إلى قصصي داخل الصين».
كان آخر سؤال في الجلسة من نصيبنا، فارتأينا أن نسأل هذا الكاتب الكبير عن الأمر الذي ما يزال يحز في نفسه أو يحس فيه تقصيرا من قبله بعد أربعة عقود من الكتابة، فأجاب دون تردد: «خلال كل أعمالي الأدبية كان لدي حلم  وهو أن أكتب المسرح.. مما يثير حزني أنني كتبت الكثير من الروايات ولكنني كتبت مسرحيتين فقط.. يجب علي أن أركز في كتابة المسرح في الفترة القادمة».