طباعة هذه الصفحة

في عرض شرفي بمسرح قسنطينة

مسرحية «يا ليل» موّال للساهرين الغافلين.. وآخـــــــر للألم واجـــــــــــترار الصــــــــبر؟

قسنطينة: أحمد دبيلي

 

قدم مسرح قسنطينة الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، عشية أول أمس، العرض الشرفي الأول لإنتاجه المسرحي الجديد «ياليل»، وسط حضور مميز لعشاق الركح الذين غصّت بهم القاعة وصفقوا طويلا للأداء الفني العالي للممثلين الذين برعوا في تقمص أدوار هذا العرض الجديد.

تقمّص أدوار هذه المسرحية التي أخرجها « هارون الكيلاني»، وكتب نصّها الكاتب المغربي «عبد الله برشيد»، 14 ممثلا وقفوا على خشبة المسرح في أدوار رئيسية: «الصافية ، البحار والدرويش» التي أبدع فيها كل من: «هاجر سيراوي، حمزة حمودي ووحيد عاشور»، وأدوار أخرى أبدعت فيها مجموعة من الأسماء التي  حملت للمشاهد ألوانا من الفرجة خلال مشاهد العرض الكثيرة والتي قاربت الساعتين من الزمن، ومن هذه الأسماء نذكر بعض الممثلين: «مهدي عباد( في دور الخبر الطويل)، احمد عمراني( المخبر الصغير)،ياسمين عباسي ( لالة)، محمد العايب ( في دور شيخ الجوقة)، وغيرهم...».
 قبل العرض، صرّح لـ « الشعب» المخرج « هارون الكيلاني»، بأن هذه المسرحية تنقل للمشاهد إشكالية اجتماعية تحمل علامات استفهام عديدة، كيف تعيش المدينة ليلا ، وكيف يخطط أهلها لأهل النهار من مكائد؟ وأحداثها في الحقيقة تروي ـ كما أضاف ـ  قصة امرأة تنتظر زوجها الذي هاجر الى ديار الغربة من أجل لقمة العيش غير أنها تفاجأت عند عودته أنه أصبح إرهابيا بعدما انتظرته طويلا معتقدة أنه خلاصها الوحيد من ليل المدينة التي سقطت ضحية له تجمع المال هي الأخرى من اجل لقمة العيش رفقة ابنتها الرضيعة من زوجها المغترب الغائب..
 يضيف» الكيلاني «، بأن الهدف من هذه المسرحية أنه رغم كل الظروف القاسية التي يعيشها الفرد فإن الحياة تبقى ممكنة فاليقظة والنجاة أفضل من الغرق و أن البحث عن المادة دون رضا وقناعة ليس هو الطريق الصحيح في هذه الحياة؟، وماذا جنى هذا الزوج الإرهابي أيضا وبعد عودة من رحلة شاقة، إلا أنه حطم أحلام الجميع بتصرّفاته المتطرفة؟..
 عن الديكور المستخدم في هذه المسرحية؟ قال المخرج : «لقد اعتمدت في هذا العمل على ديكور متحرك غير ثابت فهو متحوّل يتفاعل مع حركة الممثلين، كما استخدمت تقنية الصورة حيث نختصر من خلالها الكثير من الكلام والتنقل من مكان الى أخر.
الجدير بالذكر، أن المخرج  «هارون الكيلاني»، عمل ولعدة سنوات كممثل ومخرج بالمسرح الوطني الجزائري» محيي الدين بشطارزي» حيث يجمع في رصيده الفني أكثر من 20 عملا فنيا، نذكر من بينها مسرحيات « إيروسترات»، « الشيخ أمود»، «زبانة»،» ماذا سنفعل الآن؟»، « أبوليوس» وغيرها من الأعمال الأخرى، كما تعامل مع العديد من المسارح الجهوية « عنابة، سوق أهراس، معسكر، سيدي بلعباس.. لكن تبقى مسرحية «يا ليل» كأول عمل من إخراجه، يتعامل فيه مع مسرح قسنطينة الجهوي، بحسب ما صرح به  قبل هذا العرض، مع الإشارة أن « هارون الكيلاني « هو أيضا  عضو مؤسس لمهرجان مسرح صور الدولي بلبنان ورئيس تعاونية العروض المسرحية المزدوجة الأمريكية و عضو متعاون مع الهيئة العربية للمسرح.