في لقاء له بجمهور المكتبة الرّئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة

اسماعيل ابرير يقدّم روايته الثّالثة «مولى الحيرة»

تيبازة: علي ملزي

حظي جمهور المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية آسيا جبار بتيبازة باستضافة الروائي الشاعر سماعيل يبرير، الذي عرض ملخصا عن روايته الثالثة الحائزة على جائزة محمد ديب في طبعتها السادسة في أكتوبر من العام المنصرم و كان الموعد ممتعا بتطرق الأديب لمسائل عدّة تجمع بين الكتابة و المواطنة و الانتصار للجهة و غيرها من المفاهيم التي تطبع حياة الجزائريين دون ملل.

و يقول الأديب سماعيل يبرير عن روايته الثالثة «مولى الحيرة» بأنّها تشكل الحلقة الثالثة والأخيرة في سلسلة رواياته الثلاثة التي نشرها لحدّ الآن، بحيث سبق لرواية وصية المعتوه حصد جائزة الطيب صالح العالمية للرواية سنة 2013، فيما حققت رواية «باردة كإمرأة» أعلى المبيعات بمعرض دبي للكتاب، وتمكنت رواية مولى الحيرة من افتكاك جائزة محمد ديب العام المنصرم، مع الاشارة أنّها كانت قاب قوسين أو أدنى من افتكاك جائزة أسيا جبار في طبعة 2016 لولا تحفّظ بعض الجهات المحسوبة على لجنة التحكيم، لتبقى كتابات سماعيل يبرير تصنع الحدث جهويا ووطنيا وعربيا، وتسرّب بصماتها للتاريخ بكل جدارة واستحقاق، لاسيما وأنّ الأديب سماعيل يبرير يعتبر خريج المدرسة الجزائرية الحديثة والمدرسة القرآنية الأصيلة، اللتان منحتا اياه قدرا كبيرا من الرصيد الثقافي الذي استغلّه فيما يخدم الأدب الجزائري الحديث بكل أطيافه وأنماطه، فهو روائي وشاعر في آن واحد، وكاتب مسرحي من طينة الكبار بالرغم من كونه لا يزال في ريعان شبابه.
ولعلّ أهم ما تستحضره رواية مولى الحيرة لقطات مثيرة حول تصارع الأجيال على مدار ستة عقود من الزمن شملت مراحل مليئة بالاستقرار والتطور، ومراحل اخرى تقشعرّ منها الأبدان وترتجف منها الأنفس من كثرة الهول الذي رافقها، ومن ثمّ كثر الحديث عن الهوية التي تنطلق من حيث كون الشخص صنيع بيئته ومحيطه، بحيث تمّ التطرّق بالتحديد الى الفضاء الجلفاوي الذي نشأ به الكاتب لتشيع في المجتمع ثقافة نبذ أفكار الغير وتصرفاته ومواصفاته في حال ما لم تكن تواكب القناعات الفردية للشخص، بحيث ارتفع مؤشر التحدي وتطاول الأنا على غيره ليعلن للملأ عدم قناعته لتقبّل الرأي الآخر، إلا أنّ ذلك يبقى في كل الحالات متأرجحا بين قمّة السيّد المطاع وحضيض العبد المنبوذ تجاه الحيرة التي عبّر عنها بطل الرواية «بشير الديلي»، والذي لن يكون معتوها هذه المرّة على غرار ما حصل برواية «وصية المعتوه»، مع أنّ يبثّ دائما شخصية إدريس نعيم الواردة في الروايتين الأولى والثانية، ولكن مواصفاته تطورت لتتأقلم مع المعطيات الجديدة التي أثارتها رواية «مولى الحيرة».
البطل بشير الديلي كان شاعرا في أدبه ويساريا في نهجه السياسي، ولكنّ تورطه في قضية وطن مع مجموعة ارهابية في فترة التسعينيات قذفته في آخر المطاف الى اللاجهة، كما أنّه كتب قصيدة واحدة في حياته حينما بلغ سنّ الستين والتفت من حوله عوامل الشيخوخة في حين أنّه عرف بقول الشعر منذ فترة شبابه، ليتولّد بالرواية صراع أبله بين السرد النثري من جهة و الشعر من جهة أخرى، بحيث انتصر الكاتب بذلك للذين يحبذون الكتابة الراقية بعيدا كلّ البعد عن الكتابة الصحفية البسيطة، مع العلم أنّ الكاتب اشتغل منذ تخرّجه من الجامعة بقطاع الصحافة من خلال العديد من العناوين الصحفية لينتهي به المطاف أخيرا بوكالة الأنباء الجزائرية التي لا تزال تحتضنه بقسمها الثقافي. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024