طباعة هذه الصفحة

في سهرة رمضانية بتوابل أدبية

الروائي رابح فيلالي ضيف اتحاد الكتاب الجزائريين

نورا لدين لعراجي

 

 

 

حضور نخبوي مميز وجيل الحراك من الطلبة يصنع الاستثناء

نشط الروائي والإعلامي رابح فيلالي سهرة رمضانية أدبية مصحوبة بتوابل سياسية، ثم البيع بالتوقيع لروايته الموسومة “العلبة”، الصادرة عن دار الوطن للكاتب كمال قرور، حيث عرج الضيف على عوالم غريبة تعيشها المنطقة العربية، في ظل الانظمة الاليقارشية القائمة بها، والتي اصبحت علامة مميزة ترافق تطور هذه المجتمعات التي تعيش تناقضات الحياة.

عاش فضاء زهور ونيسي بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين سهرة السبت أجواء أدبية ثقافية حولتها الرواية المحتفى بها والمعنونة بـ “العلبة” من صندوق مغلق إلى علبة كرتون مفتوحة على كل الزوايا المتفرقة، وعلى وجهات متعددة ، مرورا بالحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر في الآونة الاخيرة.
حضور نوعي ميز السهرة التي حضرتها كل الاجيال من المجاهد الرائد لخضر بورقعة، الاعلامي محمد بوعزارة، خليفة بن قارة، مشري بن خليفة، الوزير الأسبق بلقاسم ملاح، إلى جانب أسماء اعلامية وثقافية، حضرت وصنعت بنقاشاتها جانبا مهما ومتميزا من الافكار والوعي، في كلمة الافتتاح لرئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الشاعر يوسف شقرة، ذكر المتحدث بإسمه “بان ابواب الاتحاد ستظل مفتوحة امام الاقلام الجادة من إعلاميين وكتاب، حتى نؤسس لثقافة الاختلاف والتباين، وجلسة التوقيع للروائي رابح فيلالي، هي ثمرة المنحى الذي يسعى الاتحاد ليكون من خلاله رافدا ومساهما في نشر ثقافة الرأي والرأي الاخر”، ومع فتح المجال لصاحب دار النشر الأديب كمال قرور الذي اعتبر بدوره أن أول خطوة تمخض عنها خيار طباعة العمل، لم تكن بالمغامرة، عكس منشورات أخرى، لكن تميز “اللعبة” لما تضمنته من سياقات تاريخية وتشريخ للراهن العربي والمحلي، حيث تمت الموافقة بإصدارها، وهو رهان الكثير من الادباء على انها ستحدث طفرة نوعية في المشهد الادبي والسياسي، لأنها تناولت المسكوت عنه في اوطنانا العربية، أو الذي نطلق عليه بالطابوهات، يضيف قرور، أن العمل الجيد يصنع جمهوره وحده.
الروائي فيلالي وهو يقدم اصداره الروائي عرج على مواطن متفرقة من جغرافية الوطن العربي، حتى وان ذكر بعض رؤساء الدول بأسمائهم والثروات التي ينامون عليها، فإن هؤلاء القادة، لم يكونوا جديرين بالاحترام من طرف شعوبهم وحدث الذي حدث، بداية من ثورة الياسمين مرورا بالقذافي والعراق وما يحدث في اليمن وأقل حدة ما تعيشه سوريا، كما فضل أيضا العودة إلى إصداراته السابقة التي أرخت إلى محطات مهمة من يوميات المواطن العربي.
الأمسية الرمضانية عرفت نقاشا مهما، عرج فيه المتدخلون على أسئلة عدة، وأجاب الضيف بطريقته السلسة في التعامل مع بعض منها، خاصة ما تعلق ببعض الجوانب التي لا تسمح له الظروف المهنية بتجاوزها أو استفزازها، إلا أنه استطاع في الأخير التوفيق في الإجابة عنها كلها، خاصة ما تعلق بأسئلة بعض الطلبة الذين كانت أسئلتهم وجيهة وتحمل في طياتها جوهر المعاناة الاجتماعية.
للتذكير الروائي رابح فيلالي كاتب متخصص في الشؤون الأمريكية والإفريقية، وإعلامي خريج الجامعة الجزائرية، تنقل بين الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون في مشوار مهني توزع بين تقديم الأخبار وإعداد البرامج الثقافية والحوارات السياسية، وصدر له حتى الآن “امرأة  فوق العادة “، “رصاصة واحدة تكفي” ، “وعد الياسمين”، “وله تحت الطبع” مالم تقله الكاميرات “ عبارة عن مقالات صحفية ، وسيصدر له قريبا ، “وردة واحدة لا تكفي”، “حكاية وداع”،  كما عمل لصالح عدة محطات إخبارية عربية وفي دول الخليج وفرنسا وتقلد عدة مناصب فيها، قبل أن يستقر بقناة الحرة حيث يعمل مراسلا متجولا لها في واشنطن.