طباعة هذه الصفحة

المؤتمر الوطني الرابع «الترجمة بين النظرية والتطبيق»

تطوير كفاءة المترجم وإرساء أسس علمية للعملية الترجمية

أسامة إفراح

انطلقت، أمس الإثنين، ببوزريعة فعاليات المؤتمر الوطني الرابع «الترجمة بين النظرية والتطبيق»، الذي ينظمه مخبــــر ترجمة الوثائق التاريخية، بمعهد الترجمة بجامعة الجزائر 2. يهدف المؤتمر إلى خلق جسر تواصل بين نظريات الترجمة وتطبيقاتها، ويتطرّق، على مدار يومين، إلى العملية الترجمية كعملية تأويلية للأفكار، وإلى دور السياق في العملية الترجمية، ودور هذه الأخيرة في تطوير الكفاءة الترجمية لدى طلبة الاختصاص.
يطرح مؤتمر «الترجمة بين النظرية والتطبيق»، الذي يرأسه أ.د محمد الصالح بكوش وترأس لجنته العلمية أ.د نفيسة موفق، يطرح إشكالية الأمانة في نقل المعاني ودور مختلف المقاربات في تحقيق هذا المأرب. وكثيرا ما يواجه المترجم أنماطا مختلفة من النصوص في عدة ميادين، فيستعمل مقاربات موافقة لنمط النص المراد ترجمته، كما يضطر أحيانا إلى الجمع بين أكثر من مقاربة في النص نفسه أو الفقرة نفسها. وقد تُوجّه انتقادات إلى المترجم بسبب اختياراته لمقاربات معينة دون غيرها، ولهذه الأسباب تُطرح إشكالية ضرورة الاطلاع على مقاربات الترجمة واستيعاب مميزاتها المختلفة قبل مباشرة الترجمة، أو اعتماد المترجم على خبرته الميدانية فحسب.

بخصوص الأهداف التي ترمي إليها هذه التظاهرة، تقول الدكتورة وسام تواتي، الأستاذة المحاضرة بمعهد الترجمة وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر، في تصريح لـ»الشعب»، إن الباحثين والأساتذة والطلبة «سيحاولون الإجابة عن أسئلة تتعلق بكفاءة المترجم في توظيف مقاربات ترجمية، قد تتقاطع في العديد من النقاط، وذلك من أجل تقديم ترجمة ملائمة للمعايير النظرية من جهة، ومن جهة أخرى تعكس كفاءة المترجم في نقل النص الأصلي بأبعاده المختلفة كنوع النص وسياقه».
تضيف الدكتورة تواتي: «يهدف المؤتمر إلى خلق جسر تواصل بين نظريات الترجمة وتطبيقاتها في ميدان الترجمة، ممّا يسمح للباحثين، أساتذة وطلبة، بالمساهمة في إرساء أسس علمية للعملية الترجمية، واستغلال ضوابط منهجية في تطوير كفاءة المترجم لإيصال النص الأصلي شكلا ومضمونا».
من جهة أخرى، ترى محدّثتنا أن أساتذة لمعهد وإدارته يسعون، من خلال هذه التظاهرات العلمية، إلى «خلق إرادة علمية لدى الباحثين من أجل استدراك التأخر الملحوظ في تطور البحث في ميدان الترجمة بالجامعة الجزائرية، مقارنة بجامعات خارج الوطن».
كما أنّ تعدّد اهتمامات الباحثين في المعهد يساهم في إثراء الحقل الترجمي بمواضيع جديدة، تضيف الدكتورة تواتي،
مؤكدة في هذا السياق أن المعهد سينظم ملتقى دوليا يوم 15 أكتوبر المقبل، حول مناهج البحث في الترجمة السمعية البصرية، بمشاركة أساتذة ومنظرين في هذا الاختصاص من جامعات من دول أخرى كبريطانيا وقطر.
توزّعت المداخلات في هذا المؤتمر الرابع على مجموعة محاور، تطرقت إلى « الترجمة كعملية تأويلية للأفكار المعبّر عنها في لغة معينة ونقلها إلى لغة ثانية بأمانة و إلى العملية الترجمية ودورها في تطوير الكفاءة الترجمية لدى طلبة الترجمة، و حول دور السياق في نقل الأفكار خلال العملية الترجمية، أما المحور الرابع فهو مساعدة إتقان مقاربات الترجمة في التغلب على بعض الصعوبات في فهم المعاني.
كما توزعت على عدد من الجلسات، بداية بجلسة تطوير الكفاءة في الترجمة، وجلسة ثانية باللغة الإنجليزية حول المقاربات المعرفية للترجمة، وكذا جلسة «ثلاثية الثقافة والسياق والترجمة»، والتأويل سبيلا للترجمة، والترجمة في ظل التكنولوجيات الحديثة.