طباعة هذه الصفحة

في إطار 2019 سنة التراث في العالم الإسلامي

الإيسيسكو تصدر «تكملة الوفيات» للجزائري سعيد هرماس

أسامة إفراح

أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» على موقعها الرسمي، إصدار الطبعة الثانية كتاب «تكملة الوفيات (وفيات ابن قنفذ القسنطيني)»، من تأليف الجزائري أبي محمد سعيد بن المسعود هرماس. ويأتي هذا الكتاب، الذي ينضم إلى قائمة منشورات المنظمة لهذا العام، في إطار إعلان 2019 سنة التراث في العالم الإسلامي، حسبما أكده المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك.

في تقديم الكتاب، قال المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك «تصدر الإيسيسكو هذا الكتاب في إطار إعلانها سنة 2019، سنة التراث في العالم الإسلامي». وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك أنه كتاب يعتني بأسماء المغمورين وغير المذكورين في كتب التراجم والطبقات والفهارس والأثبات والمعجمات، والتي لم ترد في الطبعة الأولى من الكتاب.
وقد جاء هذا الإصدار الجديد في 341 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على تقديم للمحقق، الدكتور محمد بنشريفة، وتقديم لشيخ المؤلف، الأستاذ أحمد بن مالك الفلاني، وتليهما مقدمة للطبعة الأولى ومقدمة للطبعة الثانية، ثم لائحة لوفيات الشخصيات حسب العقود، وأخيراً فهرس المتوفين والمصادر والمراجع.
ويتضمن الكتاب تاريخ وفيات الأعلام، ويقدم الحاقات جديدة من أسماء العلماء والفقهاء واللغويين ورجال الدين والسياسيين، الذين توفوا ما بين 808هـ إلى 1447هـ، ويعتني بأسماء المغمورين وغير المذكورين في كتب التراجم والطبقات والفهارس والأثبات والمعجمات، والتي لم ترد في الطبعة الأولى. وكما تتناول هذه الطبعة خمسمائة وثلاثة وثلاثين اسماً جديداً.
أما مؤلف الكتاب، أبو محمـد سعيد بن مسعود هرماس، البوذني (الشامخ بن بوذن)، ثم العبد القادري، ثم المحمـدي، ثم النايلي، فهو من مواليد 21 جوان 1973 بالجلفة. بدأ دراسته في المدرسة النظامية، ولكنه لم يوفق في شهادة البكالوريا عام 1991، وتلقى صعوبات عديدة في مساره الدراسي، فتوقف عن الدراسة، وواصلها بالمركز الجهوي لتكوين إطارات التربية بالحراش (CRF)، اختصاص «محاسبة»، ثم بدأ يطلب العلم الشرعي وهو ابن 22 سنة، وقصد مجالس العلم والعلماء، كما أنه ارتحل لطلب العلم داخل الوطن وخارجه، حيث لازم مشايخ منهم الشيخ الجابري السالت، والشيخ لخضر الدهمة، والشيخ مولاي عبد الله الطاهري، والشيخ محمد باي بلعالم، والشيخ محمد أحمد الرفاعي شرفي، والدكتور محمد خليفة.
تحصل هرماس على إجازات في علوم الحديث التسعة، وإجازة في التفسير، وأخرى في أصول الفقه، وله رتبة أستاذ مجاز معتمدة. ويعمل حاليا «نائب مقتصد» لإحدى المتوسطات بالجلفة، ويود الانخراط في مركز التكوين المهني لامتهان عمل الأرشفة.
ويعتبر كتاب «تكملة وفيات ابن قنفذ القسنطيني» من كتب التراجم، لكنه يذكر الوفيات فقط وانجازاتهم وقد سار على نهج ابن فنقذ في كتابة هذه التكملة، لكنه وسع قليلا في الترجمة على حدّ قوله، وتبدأ التكملة عندما انتهى ابن قنفذ وتنتهي إلى الوقت الحالي، كما وضع الدكتور محمد بنشريفة المغربي تقديما للتكملة، وطبعت الطبعة الأولى سنة 2014. والملاحظ في تراجمه المتعلقة بالتكملة هذه، أولها محلي يخص تراجم منطقة الجلفة، والثاني يضم تراجم مشايخ القطر الجزائري فهو ذو صبغة دينية إسلامية مذهبية، والثالث يذكر فيه الأعلام المسلمين المتوفين سواء كانوا عربا أو عجما.
وليس هذا أول كتب هرماس، الذي سبق وأن صدر له «من فضلاء منطقة الجلفة من 1861 إلى مطلع القرن 21»، الذي يذكر فيه أعيان وكبراء العلم وشيوخ ودكاترة وغيرهم من الأعلام التي تخص منطقة الجلفة، في شكل ترجمة تعنى بالآثار الفكرية، ثم الفضلاء في طبعته الثالثة، فالأولى كانت سنة 2011، والثانية سنة 2012، والثالثة كانت سنة 2013، وقد أشرف على تقديمه ثلة من أهل العلم.
كما صدر له «طبقات المالكية الجزائريين خلال المائة الهجرية الأخيرة»، وهو أيضا كتاب في التراجم وقد وضع الأستاذ الدكتور بشار بن عواد بن معروف المحقق العراقي له تقديما؛ ومما قاله بن معروف في المؤلف وصاحبه:»ومما يُعلي قيمة هذا التأليف أن مؤلفه قد وفق التوفيق كله في صياغة التراجم صياغة مختصرة معتصرة»، وأضاف: «وأشهد أن هذا الرجل، بعد اطلاعي على مؤلفه، أنه أتقن عمله وبذل فيه طاقته ووسعه، وحُق لمن يتقنُ عمله أن يُنوه بفضله ويشكر على فعله».
ويختص الكتاب بالتراجم في مجال طبقات المالكية بطابع ديني مذهبي، يجمع فيه العلماء والمشايخ الجزائريين، الذين افتوا بالمذهب المالكي كانوا سلفية منهم أو متصوفة أحياء منهم أو متوفين، وله طبعة الأولى والتي طبعت سنة 2013، والطبعة الثانية قدمها المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي.
ونذكر له كتاب «الموريسكيون في الجزائر»، وهو كتاب ضمنة قضية الأندلسيين المهجرين قصرا من بلادهم الأندلس إلى الجزائر في بداية الفترة الحديثة، وهذا الكتاب طبع كدورية في المغرب سنة 2015، وهو يقع في حوالي مائة صفحة، وقد كتب هرماس حول هذا الموضوع، لكون الذين خاضوا فيه في هذه الفترة هم قلة على حد تعبيره. إلى جانب ذلك، نذكر «تذكير العقلاء بمسائل السنة عند العلماء» الذي طبع في سنة 2009 وقدم له كل من الشيخين لخضر الدهمة وأحمد الرفاعي شرفي رحمه الله، و»جهود علماء الحديث في القرن الخامس الهجري».
يشار أيضا إلى أن للكاتب عددا كبيرا من المخطوطات، على غرار «شونان محمد بن المختار آثار ومآثر»، ومخطوطات بإذن من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، منها كتاب «وهل في الحلي زكاة؟»، و»مدخل إلى علم أصول الفقه»، و»وضع الإكليل على كتاب إقامة الحجة بالدليل» لمحـمد باي بالعالم، وتحقيق وتعليق على كتاب ‘’أصول الفقه’’ للبشير العيد.