طباعة هذه الصفحة

بعد أن سحبت منها جائزة أدبية لتضامنها مع حقوق الفلسطينيّين

أكثر من 300 كاتب يعلنون مساندتهم لكاملة شمسي

أسامة إفراح

ما تزال موجة التضامن مع الكاتبة كاملة شمسي تزداد اتساعا يوما بعد يوم، وقد نشر موقع «لندن ريفيو أوف بوكس» بيانا وقّعه أكثر من 300 كاتب وروائي، يؤكدون تضامنهم مع الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني، بعد قرار لجنة تحكيم جائزة «نيلي زاكس» الألمانية بسحب الجائزة الممنوحة لها في 6 سبتمبر، بسبب تأييدها حملات مقاطعة إسرائيل.

وقّع أزيد من 320 كاتبا وروائيا على رسالة مفتوحة للتضامن مع كاملة (كاميلا) شمسي Kamila Shamsie، الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني، بعد أن سحبت منها جائزة «نيلي زاكس» الألمانية الممنوحة لها في 6 سبتمبر، بسبب دعمها لـ»حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، ما أدى إلى انطلاق حملة تأييد واسعة للكاتبة.
وكانت لجنة التحكيم قد اختارت الكاتبة شمسي في الأصل بسبب كتاباتها التي «تبني الجسور بين المجتمعات»، لكنها عادت وغيّرت رأيها حين علمت أنها تؤيد «حركة مقاطعة إسرائيل»، على اعتبار أن «موقفها السياسي الداعم للمقاطعة الثقافية...يتعارض مع شعار جائزة «نيللي ساكس» الذي يدعو إلى المصالحة بين الشعوب والثقافات».
وجاءت في مقدمة الرسالة المفتوحة، التي نشرتها مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس London Review of Books» يوم الإثنين الماضي: «لقد علمنا بخيبة أمل بقرار مدينة دورتموند إلغاء جائزة نيلي زاكس Nelly Sachs للأدب من كاميلا شمسي، بسبب التزامها المعلن بحركة المقاطعة غير العنيفة، وسحب الاستثمارات والعقوبات (بي دي أس) من أجل حقوق الفلسطينيين».
وأضافت الرسالة، بأنه مثلما جاء في بيان وقعت عليه أكثر من 40 منظمة يهودية تقدمية، فإنه يوجد خلط  كبير بين العنصرية ضد اليهود ومعارضة سياسات إسرائيل ونظام الاحتلال، كما أن هذا الخلط يقوّض نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والمساواة والعدل، وكذلك النضال العالمي ضد السامية، ويعمل على حماية إسرائيل من تحمل مسؤولية المعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
ونقلت الرسالة المفتوحة ما جاء على لسان الكاتبة كاملة شمسي، التي قالت إن بنيامين نتنياهو أعلن في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، رغبته في ضم ثلث الضفة الغربية، في خرق للقانون الدولي، كما صرح غريمه السياسي بيني جانتس بأن هذه سرقة لأفكاره وقراراته، وتزامن ذلك مع مقتل اثنين من المراهقين الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال، الأمر الذي أدانه المنسق الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط. وأضافت بأن لجنة تحكيم الجائزة اختارت سحب الجائزة منها لدعمها حملة سلمية في الأساس، هدفها الضغط على الحكومة الإسرائيلية، وعبرت عن حزنها لرؤية اللجنة تخضع اللجنة للضغوط، وتقوم بسحب الجائزة منها.
كما ذكّرت شمسي بأن حركة (بي دي أس) نموذج شبيه بمقاطعة نظام الأبارتيد في جنوب أفريقيا، واعتبرت بأنه من المؤسف أن تسحب جائزة من كاتبة تمارس حرية الضمير وحرية التعبير.
من جهتهم، تساءل الموقعون على الرسالة في خاتمة هذه الأخيرة: «ما معنى الجائزة الأدبية التي تقوض الحق في الدفاع عن حقوق الإنسان، ومبادئ حرية الضمير وحرية التعبير والنقد؟ بدون هذه المبادئ، الفن والثقافة يصبحان كماليات لا معنى لها».
ومن الكتّاب المتضامنين، نجد نعوم تشومسكي، وأميت شودوري، ووليام دالريمبل، ويان مارتل، وجانيت وينترسون، وبن أوكري، ومايكل أونداتجي، الفائز السابق بالجائزة، وآن تشيسهولم نائب رئيس الجمعية الملكية للأدب. كما نجد من أبرز الموقعين الممثل البريطاني المصري خالد عبد الله، والأكاديمية نادية أبو الحاج، والممثل شريف عبد القدوس، والمؤلفة والأكاديمية ديانا أبو جابر، والشاعر الأمريكي أميل ألكالاي، والشاعر كاظم علي والفنان التشكيلي نير ألون. ومن الموقعين أيضا الصحفي كارلوس مانويل ألفاريز، والفلسطينية سعاد العامري، والبريطانية تميمه أنام، والشاعر سنان أنطون، وليزا أبينيانيزي، وأرنولد أرونسون، ومريد البرغوثي، وزينة عزام، والفيلسوف أكيل البلكرامي، والمترجمة سوزان برنوفسكي، والكاتبة فيليس بينس، والكاتبة أليسون كينيدي.
يذكر أنّ كاملة ناهيد شمسي ومن مواليد 1973 في كراتشي في باكستان، وهي روائية باكستانية الأصل بريطانية الجنسية تقيم في لندن وتكتب رواياتها باللغة الإنجليزية. حصلت كاملة شمسي على جائزة رئيس الوزراء للأدب عام 1999 وعلى جائزة «باتراس بوخاري Patras Bokhari» سنة 2004، وهما جائزتان تمنحهما أكاديمية باكستان للأدب. من رواياتها: «الظلال المحترقة»، «في المدينة بجوار البحر»، «الملح والزعفران»، و»أشعار متكسّرة».