طباعة هذه الصفحة

رسالة دكتوراه ناقتشها الطالبة مسعودة مرزوقي بسوق أهراس

«جــــورج طرابيشـي مـن التحليل الروائــي إلى الفكــر العربي»

بقلم: أ . وليد بوعديلة جامعة سكيكدة

احتضنت كلية الآداب، بجامعة محمد الشريف مساعدية، بسوق أهراس، فعاليات مناقشة دكتوراه في تخصص التيارات النقدية المعاصرة، قدمتها الباحثة مسعودة مرزوقي، موسومة بـ « جورج طرابيشي من التحليل الروائي إلى الفكر العربي»، وهذا يوم الأول من شهر أكتوبر الجاري.
استضاف عميد الكلية الدكتور بوقرة شداد السادة الأساتذة الضيوف في مكتبه، فاتحا أبواب كلية الآداب واللغات للبحث في قضايا النقد الأدبي، اللغات، الترجمة والفكر العربي...

عناصر الدراسة

تتكون الأطروحة من فصل أول خاص بالبحث في الاطار المعرفي والمرجعيات الفكرية عند طرابيشي، وفيه اهتمت الدكتورة مرزوقي بالماركسة والتنوير والترجمة، كما حاورت التحليل النفسي للنصوص الأدبية، وفي الفصل الثاني درست بحث طرابيشي عن المنهج الملائم لتأويل النصوص، وهنا عادت بالقارئ للمنهج التاريخي، التفسير السوسيولوجي، التحليل الأسطوري، الدراسات المقارنة، المنهج النفسي.
اهتمت الفصول الأخرى بقضايا حضور المقاربة النفسية في أعمال طرابيشي حول روايات عربية معروفة، وبالبحث في المرض في الفكر العربي المعاصر( الصدمة، الرضّة، النكوص) والموقف من المثقف العربي عند هذا المفكر السوري.
مناقشة اللّجنة
في المناقشة تناول الدكتور مدني زيقم (جامعة سوق أهراس) ملامح حضور الذاتية والانبهارية في الدراسة، توظيف المصطلحات باللاتينية، موقف الباحثة من نوال السعداوي،غياب رؤى ومراجع هامة عن النقد السوسيولوجي في الأطروحة، المثقف والتغيير في المجتمع، وقال بأن الباحثة أقنعت في مواضع من الدراسة وجانبت التحليل العميق في مواضع أخرى... كما ناقش الدكتور جويني عسّال (جامعة تبسة) الباحثة حول قضايا فكرية ونقدية كثيرة، منها التحوّل المعرفي عند طرابيشي، عنوان الاطروحة، لغة البحث وأبعاده المنهجية، التراث والحداثة عند العرب....
ناقش الدكتور وليد بوعديلة (جامعة سكيكدة) الباحثة في قضايا فكرية ونقدية كثيرة، كاشفا النقاط الايجابية السلبية في الأطروحة.
سعى الدكتور عماد شارف (جامعة سوق أهراس) لكي يقدم بعض الايجابيات والسلبيات في الاطروحة، من خلال اللّغة، المنهجية، المراجع الناقصة، العقلانية في البحث العلمي، النقد الغربي والنص الأدبي،...وهي قضايا واصل الدكتور عبد الوهاب شعلان (جامعة سوق أهراس) فتحها بالتركيز على بعض المشاريع الفكرية الغربية، ورحل بالجمهور الحاضر لمحطات معرفية هامة عند طرابيشي، الجابرين حسن حنفي، فرويد، رايش، جاك لكان..
ذكر الدكتور شعلان، وهو رئيس لجنة المناقشة، أن طرابيشي قد ركّز على ترجمة الماركسة وقدمها للثقافة العربية، كما ترجم جميع أعمال المحلل النفساني فرويد، ونقل قول المفكر السوري «العقل لا يكون عقلا، إلا إذا كان نقديا»، وعنده ان التحليل النفسي مثبط بالذات الجماعية وليس الفردية فقط ومن ثمة بالحضارة و النزعة العدوانية عند الكائن تحتاج للتنفيس، ومن منظور فرويد أن اليهود كانوا الكبش الفداء  في الحضارة المعاصرة.
  ختم الدكتور شعلان بالقول بأنه لم ير حقرا وتفكيكا وتأويلا في الدراسة، بل حضرت الأحكام الجاهزة الذاتية ليأتي في الختام دور المشرف الدكتور الشريف حبيله الذي دافع على الطالبة وبين محطات انجاز الأطروحة والصعوبات التي واجهت الباحثة، كما حاور الزملاء في مسائل معرفية خلافية، لتتوّج المناقشة بحصول الأستاذة مسعودة مرزوقي على درجة الدكتوراه بتقدير مشرف جدا.