طباعة هذه الصفحة

مدير المسرح الجهوي ببسكرة:

مسرح الشّارع قريب من الجمهور..ويحتك بالواقع

ورقلة: إيمان كافي

اعتبر مدير المسرح الجهوي ببسكرة، أحمد خوصة، أنّ مسرح الشارع يعد نوعا من بين أبرز أنواع المسرح التي هي في حاجة إلى دعم من أجل تطويرها، باعتبار ـ يقول ـ قيمته التاريخية من جهة، حيث يعد من بين أقدم أساليب ممارسة الفن المسرحي في الجزائر، ولارتباطه من جهة أخرى بالقيم الفنية التي يختص في تقديمها كونه أكثر قربا من الجمهور، كما أنه يعتمد على الفرجة من خلال حركات الجسد، اللون والإيحاءات الفنية.
ذكر أحمد خوصة في تصريح لـ «الشعب»، أن «فن مسرح الشارع جد قديم وليس بجديد على الساحة الثقافية، كما أنه ليس مهيكلا بل يظهر في شكل اجتهادات فردانية في أحيان كثيرة، وهو يتميز بكونه يكسر الاعتقاد السّائد بأنّ المسرح لا يمارس إلا عن طريق العلبة الايطالية’’.
وفي الجزائر، يضيف أحمد خوصة «ظهر مسرح الشارع في الطقوس التي تمارس من خلال ظاهرة شايب عاشوراء قديما، وأيضا الحلقة والمداح الذي كان يجوب الأسواق، وهي الطريقة التي اعتمدها الراحل عبد القادر علولة كشكل من أشكال المسرح، وألّف مسرحياته الشّهيرة «القوال»، «الأجواد» و»اللثام» والتي اعتمد فيها اعتمادا كليا على المداح، والأمر نفسه بالنسبة للمخرج المسرحي ربيع قشي الذي قدّم عدة أعمال في مسرح الشارع، ودون أن ننسى الأعمال الأخيرة للمخرج ياسين تونسي مع مسرح قسنطينة في بوغنجة وخيذر حميدة من بسكرة.
مسرح الشارع حسب محدثنا هو من بين الفنون المعروفة بقربها الكبير من الجمهور العام، واحتكاكها بالواقع وبكل فئات المجتمع، حيث يمكن لمسرح الشارع أن يكون مكملا ومرافقا للشباب من خلال تقريبهم أكثر للأعمال الفنية التي تقدم في الفضاءات المفتوحة والتي تعطي ثمارها للتوعية، الفرجة وتطوير الأبحاث وكذا نقل التجارب الفنية لدول أخرى ولتطوير الأداء وتطوير الأعمال الفنية، إيصال مسرح الشارع لأكبر عدد من الناس في مختلف جهات الوطن لأنه بإمكانه نشر الفن المسرحي بين مختلف الشرائح المجتمعية.
وفي الوقت الحاضر هناك مساع كبيرة تبذل للحفاظ على هذا الفن، حيث تحرص المسارح الجهوية أيضا على إنتاج العديد من الأعمال من طراز مسرح الشارع على غرار الأعمال المسرحية التي أنتجها مسرح وهران ومسرح معسكر الذي أنتج عمل «جحا»، بالإضافة إلى عمل أنتج في بسكرة مع مسرح الجوال وفيه مسرحية «بوغنجة» لمسرح قسنطينة، كما هناك فعالية ثقافية مختصة في هذا الفن، وهي أيام مسرح الشارع ببرج بوعريريج، ومع ذلك فإنه لا بد من تركيز الجهود من أجل نقل تجارب الآخرين، والاهتمام أكثر بدراسة تاريخ مسرح الشارع في الجزائر من خلال عدة أعمال خالدة لفنانين قدموا الكثير في هذا المجال، وتوثيق مسار هذا النوع من الفنون للتأسيس لخلفية أكاديمية حوله، وكذا تحفيز الشباب على التكوين فيه من خلال العمل على خلق ورشات تكوينية، وتوفير فرص للعمل بجد لتطوير هذا الفعل المسرحي.