طباعة هذه الصفحة

الممثّل خلفاوي نصر الدين لـ «الشعب»:

مسـرح الشّـارع يحتاج إلى بيئـة تثمّــن الفنـون

البليدة: لينة ياسمين

اعتبر الكوميدي وهاوي التمثيل نصرالدين خلفاوي لـ«الشعب»، أن «مسرح الشارع» هو أسلوب جديد، تفشى بين هذا الجيل من «الشباب الالكتروني» إن صح التعبير والوصف، وبات «موضة تراها في عواصم العالم بأسره». غير أن الأمر ـ حسبه ـ «يختلف في الجزائر عامة وفي ولاية البليدة على وجه التدقيق، مثله مثل أنواع فنية أخرى، والتي يقول أنها أصبحت على المحك، وبالكاد تذكر ولا ترى أو تصور».
   
 كشف خلفاوي قائلا إنّه «إلى جانب مجموعة من الأصحاب المقربين، والطامحين في صناعة ألقاب وخوض تجارب النجومية، والذين حاولوا من خلاله أن يخلقوا فرجات من خلال  عروض مسرحية ارتجالية في الفضاء الطلق، ونجحوا في نيتهم وعزمهم، «لكنهم للأسف فشلوا في الاستمرار في مبادراتهم في  تطوير الفكرة والمشروع، فقد تمكنوا حسب كلامه من تقديم  عرض واحد احتضنته الساحة العامة بمدينة الشفة، حول
«مخاطر المخدرات»، دام 25 دقيقة، ولكنه لم يجلب أنظار الجمهور، إلا القليل من الفضوليين. وأشار خلفاوي في هذا الصدد أن «تجربتهم تلك أكسبتهم قناعة مفادها أن الفن هو ثقافة شعبية قبل أن يكون ممارسة، والجمهور هو من يصنع الفن والممثلين، وهو الشيء الذي نفتقده ـ يقول ـ في الجزائر للأسف».

المعوقات والتّشجيع المفقود...

واصل الكوميدي نصر الدين بالحديث في حسرة، عن الفشل في نجاح هذا اللون من العروض المسرحية، قائلا أن مجموعته وبالرغم من إرادة وعزم أفرادها قد أقلعت عن تقديم مثل هذه العروض كون الجمهور لم يتقبلها بعد، ثم أن الفضاءات التي يستعرضون فيها تجاربهم، ليس لها وجود لأن الساحات أصبحت عبارة عن مقاهي واسعة، تنتشر فيها الكراسي والطاولات والشمسيات، وإشارات حذاري وممنوع لمن حاول أو أراد أن يزيح أو يلمس شيئا من تلك الأغراض، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالمساحات التي ظلت غير مستغلة من قبل أصحاب المقاهي، استعملها واستولى عليها بغير وجه حق، تجار غير شرعيين من باعة الألعاب، باعة السجائر والمكسرات والملابس والمطريات، الذين انتشروا عرضا وطولا واحتلوا كل شبر ومكان.
وتأسّف المتحدث غياب التشجيع الذي لم يتلقاه هو وزملاؤه الممثلون لا على الخشبات ولا خارجها، ناهيك أن عروض مسرح الشارع هي من دون مداخيل، أي ما يشبه العمل التطوعي مع العلم ـ يضيف ـ أن غالبية أعضاء المجموعة هم طموحين لكن بطالين أو يزاولون أعمالا ضعيفة الأجر، الأمر الذي دفعهم بل جعلهم يفقدون الاهتمام بالفن والتمثيل ومسرح الشارع.