طباعة هذه الصفحة

الجزائري الطاهر هدهود

نحّات ذائع الصيت في التظاهرات العربية

أسامة.إ

تمكّن النحّات الجزائري الطاهر هدهود من أن يصنع لنفسه صيتا ذائعا في دول عربية عديدة، وفي سلطنة عُمان على وجه الخصوص. وقد دأب الفنان التشكيلي على المشاركة القوية في تظاهرات ثقافية مختلفة بالسلطنة، على غرار مخيّم النحاتِين الدولي، الذي ستنطلق دورته السابعة بولاية صُحار في 24 جانفي المقبل، بمشاركة نحّاتين من مختلف الدول العربية والأوروبية.
صنع الفنان التشكيلي الجزائري النحّات الطاهر هدهود صيتا له في سلطنة عُمان، التي دأب على المشاركة في تظاهرات فنية عديدة فيها. وقد عاد ذكر اسمه قُبيل المخيّم النحتي بالسلطنة، الذي تنطلق دورته السابعة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية الثاني من شهر فيفري القادم.
واستشهد الفنان علي الجابري، المشرف على المخيّم النحتي، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، استشهد بالفنان النحّات الطاهر هدهود، باعتباره من النحّاتين الذين دأب المخيّم على استضافتهم من أنحاء العالم، حيث ذكره إلى جانب الفنانين فيكتور كوباك من بيلاروسيا، وأليكس لابيجوف من فرنسا، وستيفانو سابيتا من إيطاليا، وصالح بن عمر من تونس، وخالد ميرغني من السودان.
وتزامنا مع العمل الميداني والنّحت المباشر على الرخام في موقعه، ستُعقد ندوة نقدية حول المنتوج الفنّي في المخيم، هذا الأخير سيقترح ورشات لتعليم تقنيات العمل النحتي للشباب واليافعين، تتخللها زيارات يقوم بها أدباء ونشطاء في الشأن الثقافي إلى الموقع. وفي ختام التظاهرة، سوف يتم عرض المنحوتات في ساحة عامة في احتفالية تجمع بين النحت والموسيقى.
وتتبوّأ مدينة صُحار مكانة تاريخية مرموقة في التاريخ العربي القديم، إلى جانب موقعها الجغرافي المهم وانفتاحها على بحر العرب الذي أتاح لها أن تكونَ محطة تجارية تربط بين ضفّتي المحيط. وكان لها سوق للشعر يوازي سوق عكاظ. وحاليا، تحتضن المدينة حراكًا ثقافيًّا يتجسد في الفعاليات والملتقيات والورشات الفنية والإصدارات الأدبية.
يُذكر أن أول معرض شارك به الفنان التشكيلي الطاهر هدهود كرسام كان في جامعة تبسة سنة 1991. بعد ذلك، تعددت مشاركات الفنان داخل الوطن وخارجه، حيث عرض هدهود أعماله في كل من الجزائر وتونس والمغرب والأردن ودولة الإمارات  وقطر وسلطنة عمان ومصر.
وقد كان للفنان معرض في قصر الثقافة مفدي زكريا سنة 2004، ومعرض آخر في رواق عسلة حسين ورواق محمد راسم بالعاصمة. شارك في الصالون الثالث للفنون التشكيلية بسطيف سنة 2011، كما شارك في معرض «الجزائر بوابة أفريقيا» سنة 2017.
وسبق لهدهود أن مثل الجزائر في ملتقى شرم الشيخ بمصر سنة 2012، كما مثل بلده في أول لقاء للفنانين العرب في القاهرة سنة 2012، أين عرض منحوتاته الرخامية. وقد عرض أعماله التجريدية في السمبوزيوم الدولي بالعاصمة العمانية مسقط سنة 2016، ثم في سمبوزيوم النحاتين وفي مخيم النحاتين بالسلطنة، ثم ملتقى «ديون الدولي الأول للفنون» في جامعة «فيلادلفيا» احتفاءً بعُمان عاصمة الثقافة الإسلامية 2017.
وتجمع أعمال هدهود بين مدلول الحضارة الجزائرية المعاصرة والقديمة في آن واحد، ويعمل الفنان التشكيلي منذ سنوات كنحات متفرغ على جميع أنواع الرخام. ويحاول من خلال أعماله ترجمة ما هو موجود في الطبيعة، خصوصا وأن الرخام رمز للسنوات العديدة والزمن، وفي عمق هذا الأخير سافر الإنسان لاكتشاف الحقيقة.