طباعة هذه الصفحة

صالون الكتاب بباتنة

بيع بالإهداء ولقاءات مع الجمهور

باتنة: حمزة لموشي

تتواصل إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، فعاليات المعرض الوطني للكتاب في طبعته الرابعة، بعاصمة الأوراس باتنة، بمشاركة 32 دار نشر وأزيد من 18 ألف عنوان في مختلف المجالات والتخصصات تحت إشراف مديرية الثقافة وتنظيم ومساهمة مؤسسة  G OF EXPO وتأطير البرنامج الثقافي من طرف جمعية  الشروق الثقافية لولاية باتنة واتحاد الكتاب الجزائريين فرع باتنة.
وقد جاءت الطبعة تحت شعار «مجتمع يقرأ-مجتمع يبني»، وشهدت إقبالا ملحوظا من طرف القراء وعشاق الجديد في عالم الكتاب الورقي، كما تخللته عديد الندوات الثقافية الثرية التي تعالج قضايا متنوعة تخص الأدب والمسرح ومختلف الفنون والكتب التي تحدثت عنها، حسبما أفادت به خلية الإعلام والاتصال للصالون، إلى جانب عملية بيع وإهداء للإصدارات وبحضوره مؤلفيها.
وقد تم استضافة الكاتب الروائي بوعلي عبد الرحمان لبيع وتوقيع باكورة أعماله «دم أغلى من ذهب»، والذي عالج من خلاله فترة مهمة جدا من تاريخ الجزائر، حيث اختار أن تكون منطقة الأوراس منطقة لتوثيق الأحداث المنسية والتي غفل عنها عديد المؤرخين، بل والتي حملت معلومات مغالطة، في رحلة روائية انطلقت من مداشر وقرى الأوراس وصولا إلى الآثار والمعالم التاريخية والثورية والتراثية بها، إلى جانب تسمية الشخوص بأسماء تحمل الهوية الأوراسية.
وقال بوعلي عبد الرحمن إن الرواية شملت الحديث عن الاحتلال الفرنسي الذي عانى منه أجدادنا ويلات التعذيب والاضطهاد، وأخذت أحداثها من بعض المصادر التاريخية الجزائرية الموثوقة ومن المؤرخين الجزائريين بدل المؤرخين الفرنسيين انطلاقا من أن «التاريخ يكتبه المنتصرون»، والراوية تتكلم عن فترة مهمة جدا من تاريخ الجزائر ومن الأوراس بصفة خاصة، حيث وبعد سقوط عاصمة بايلك الشرق قسنطينة على يد الفرنسيين سنة 1837 ولجوء أحمد باي إلى منعة الواقعة في جبال الأوراس، انطلقت حملت فرنسية شرسة هدفها إخضاع المنطقة وبسط سلطتها عليها، والتي قوبلت بمقاومات مختلفة من أهل المنطقة، وكانت أكثر عتادا وشراسة مثلتها هنا قرية عين الصقر وأبناؤها الذين سيلقون نهاية مأساوية يليها بصيص أمل يؤكد استمرار المقاومة الذي كان الشهيد مصطفى بن بولعيد، وتركت الرواية مفتوحة لأن الجميع يعرف الأحداث التي وقعت بعدها.
الرواية حملت العديد من المناطق المتواجدة في الأوراس، ومنعة كانت جزءا من الأحداث التي تم إغفالها، وكمعظم الروايات التاريخية فقد تم فيها المزج بين الأحداث الواقعية والخيالية من باب إظهار عادات وتقاليد المنطقة وكذا محاكاة النمط المعيشي آنذاك في إسقاط لأسماء شخصيات تاريخية سمي بها أبطال الرواية دون إغفال الشخصيات التاريخية التي وردت فيها، يقول الكاتب «أردت من الرواية أن أعيد العلاقة بين الأوراسي ومحيطه وتراثه وتاريخيه».
وأضاف ذات المتحدث خلال تحليله لمضمون الرواية أمام الجمهور، أن جديده في عالم الرواية سيكون «سنوات الجمر في الأوراس» والأحداث الدامية التي عاشتها ولاية باتنة أثناء العشرية السواء وهي قيد الكتابة وسيتم الإفصاح عن تفاصيل أكثر عنها في الأيام المقبلة.
من جهتها، قدمت الكاتبة لوزية بوضياف مؤلفها «إشتهاء الكلمات» الذي هو ديوان شعري فقد لخصت الكاتبة مغزاه في حبها للحرف واللغة التي أبهرتها وملأت أوقات فراغها وساعدتها على تجاوز صعوبات الحياة وعرفتها بأشياء كثيرة عن مكونات المجتمع والإنسان.