طباعة هذه الصفحة

ورقة خاصة

العالم... ما بعد كوفيد ــ 19

لبوخي منير

من المتوقع أن يشهد العالم تغيرات كبيرة بعد تلاشي أزمة فيروس كورونا، هذا الكائن المجهري الذي جعل كبريات الدول تقف مكتوفة الأيدي أمامه ووضع ملايين الناس في بيوتهم وأفرغ شوارع وأزقة كبريات المدن والعواصم حتى أصبحت مهجورة كلية. سيجبر بعد تلاشيه عديد الدول على إعادة حساباتها بخصوص منظوماتها الصحية وهذا أحد التغيرات، لكن التغير الكبير سيكون في العلاقات السياسية أكثر، حيث ستظهر توجهات وتكتلات جديدة، إذ ستبنى علاقات وتتوطد أخرى، فيما ستتدهور علاقات أيضا. فكلنا نعرف أن «الصديق وقت الضيق» ومن لا تجده في الشدة لا تحتاجه في الرخاء وهذا لا يقتصر على العلاقات بين الأفراد فقط وإنما ينطبق على العلاقات بين الدول أيضا.

الجزائر... بكين نحو الأفضل

من المتوقع أن تتجه العلاقات الجزائرية - الصينية نحو الأفضل، بفضل المبادرة الصينية الحسنة والتي تمثلت في قدوم وفد طبي صيني متكون من أخصائيين ممن كانوا ضمن الأطقم الطبية التي شاركت في مكافحة فيروس كورونا بالصين وذلك لعرض تجربتهم في مكافحة الفيروس ومساعدة الأطباء الجزائريين على التكفل بالحالات المؤكدة، إضافة إلى هبة من السلطات الصينية تضم أجهزة الفحص والكواشف عن الفيروس ومعدات طبية أخرى، على غرار الكمامات والنظارات الطبية وكذا أجهزة الإنعاش وهذا كله يعكس عمق العلاقات بين البلدين ويبشر بسيرها نحو التوطد أكثر.

إيطاليا... والإتحاد الأوروبي

إيطاليا أكثر الدول الأوروبية تأثرا بالوباء، لم تتلق يد العون من الإتحاد الأوروبي التي تعتبر عضوا بارزا فيه. وجاءت المساعدة من بكين مرة أخرى، لتؤكد عمق وصدق علاقاتها الخارجية، حيث حل بإيطاليا وفد طبي رفيع المستوى ممن جابهوا الفيروس بمدينة يوهان، كما حصلت روما على مساعدات طبية كبيرة من الصين، ستضعها أمام حتمية مراجعة حساباتها في ما يخص علاقاتها الخارجية.

بكين... واشنطن من السيّئ إلى الأسوإ

إذا ذكرت العلاقات الدولية لا يمكن أن تمر مرور الكرام دون أن تذكر أكثر العلاقات الدولية توترا في الآونة الأخيرة، العلاقات الأمريكية - الصينية، التي يبدو أنها تسير نحو الأسوإ، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ندوته الصحفية حول فيروس كورونا، حيث وصف هذا الأخير بالفيروس الصيني، التصريح الذي لاقى ردود استنكار من طرف السلطات الصينية.
في الأخير، لا يسعنا إلا القول، إن الأيام القادمة وحدها ستوضح لنا خارطة العلاقات الدولية الجديدة عقب كل ما شهده العالم جراء هذا الوباء.