طباعة هذه الصفحة

الكاتب لخضر بن يوسف يتطرق لأعماله:

الكتابــة موهبـة وليــدة محيــط

إيمان كافي

يمثل الشاب لخضر بن يوسف وهو كاتب أستاذ وشاعر ومدون في عديد المواقع الالكترونية ينحدر من مدينة عين الحجل صدر له عدة إصدارات متنوعة وكان أول إصدار له «ومضات حوارية مع أقلام شعرية واعدة» عن دار يوتوبيا وإصدار آخر «بين وقع وصدى حار فكري» فئة خاصة من الشباب الجزائري المبدع الذي حول تاريخ انطلاق الحراك الشعبي من مجرد حدث إلى مصدر إلهام لإطلاق عمله «22 فيفري وقمنا نصنع مجدا».

يعتبر الكاتب بن يوسف وهو شاب في الثلاثين من عمره أن الكتابة كما هي فن فإنها أيضا وليدة ظروف اجتماعية محيطة بالكاتب ولما يراه من مظاهر لا يتفق معها بالضرورة تدفعه أحيانا إلى التعبير والبوح بما يراه صحيحا أو يعتقد أنه أكثر ملاءمة، حيث تعد الكتابة كما قال «رغبة إنسانية عميقة في الصراخ عاليا وتحقيق الرضا بانتقاد النقائص عبر الكلمة ونقل الرسالة»، مشيرا إلى أن التمكن من اللغة والقراءة في صفحات الحياة وصقل التجربة من العوامل التي تدفع بالكاتب أن ينتج ما يراه متنفسا يفرز من خلاله حصيلة ما يراه مناسبا ليشاركه فيه غيره.
وفي حديثه عن إصداراته ذكر الكاتب أنها تمثل مجموعة من النصوص التي تحمل فلسفته الخاصة ونتيجة لبعض التجارب التي عايشها ويعد كتاب 22 فيفري وقمنا نسطر مجدا واحدا منها، إذ يضم 20 مقالا يتطرق إلى الحراك الشعبي من زاوية نظر الكاتب ويقدم رسائل هادفة وبقالب جذاب وهنا أكد المتحدث أن إصداراته الثلاث، «بين وقع وصدى حار فكري»، «ومضات حوارية مع أقلام شعرية واعدة»، «22 فيري وقمنا نسطر مجدا»، مجتمعة مطية لتمرير رسائل تربوية إرشادية توعوية وفكرية وأسلوب حياة.
وعن اهتمامه بالجانب النقدي لأعماله أكد الشاعر والكاتب لخضر بن يوسف أنه يحرص كثيرا على عرض أعماله على النقاد، مشيرا هنا إلى أن الكثير من الكتاب والمؤلفين نظرتهم قاصرة إلى النقد وبأنه للكشف عن مواطن الجمال فقط «وهذه مصيبتنا الكبرى اليوم»، إذ لا تقتصر مهمة النقد في رصد الجمالية الخاصة بالأعمال بل تتعداه إلى الكشف عن العيوب التي يقع فيها الإبداع الأدبي أمام المقارنة التي من شأنها أن تظهر جمالية نص على حساب نص آخر أقل إبداعا منه لتظهر مهمة الناقد بالنسبة للعمل الإبداعي في عملين أساسيين، أولهما كشف مواطن الجمال في النص والثاني كشف عيوب النص الإبداعي واقتراح بدائل لسد المطبات التي قد يقع فيها الأديب، وفي هذا السياق ذكر أنه يتمسك بعرض ما يكتب ويلح على إخضاعه إلى السلطة العلمية إيمانا منه بأن النقد تقويمٌ وتحليل وتصويب واستقراء لأبعاد النص وما يحيطه من عناصر تبدأ من شخصية الكاتب والبيئة وأبعاد الموضوع، موضحا أن مهمة النقد تكمن في تطوير الساحة الأدبية الجزائرية وذلك بالبحث عن مواقع الإبداع والجمال وتشجيعها ومواقع عدم الخبرة أو النقص والتنويه لتصحيحها وتطوير أسلوب الكتابة لصناعة كاتب جيد أو بتوجيهه لجنس أدبي يمكن أن يبدع فيه أكثر لإعادة مساره ومعرفة مستواه وتحفيزه على الإبداع أكثر.
وفي ختام حديثه وجه الكاتب لخضر بن يوسف رسالة لكل مبدع شاب قال فيها «سنواجه الكثير من المصاعب والانتقادات، صدقني إن كنت كاتبا أو رساما أو فنانا في أي مجال أظهر موهبتك ولا تخشى التحدي فكل منا يبدأ من الصفر، يا هذا سيحاولون قتل كل بذرة من الإبداع فيك لتكون واحدا منهم، تذكر فقط أحلامك وماذا تريد أن تكون وأكتب كل فكرة تراودك حتى لو كانت سخيفة سيأتي يوم وتعود إليها، فالعالم عبارة عن لوحة فنية تصدأت في عقول الكثير فلنبدع نحن في تزيينها بكلمات من موسيقى تعزف على عود قرائنا المجد لنا، تذكروا هذا».