طباعة هذه الصفحة

ضمن إصدارات مخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة

الصّراع على المضايق البحرية تحت أضواء الباحثين

باتنة: حمزة لموشي

صدر، حديثا، ضمن سلسلة منشورات أكاديمية الكتاب رقم 19، عن مخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة 01، كتاب بعنوان «التّنافس العالمي على المضايق والممرّات البحرية»، وهو مؤلف أكاديمي نوعي، من تأليف مجموعة من الباحثين المنتمين لعدة جامعات من الوطن، وتحت إشراف الدكتور عبد القادر دندن من جامعة عنابة.

المؤلف الجديد من شأنه إثراء المكتبة الجزائرية والعربية، خاصة الجامعية منها، كونه يتطرق بالتحليل إلى موضوع حسّاس ومهم في المحددات الجيوسياسية والجيو اقتصادية، نظرا لقلة الأبحاث العلمية والأكاديمية، التي تتناول التنافس العالمي حول المضايق البحرية، وهو ما يمز الكتاب الذي جمع أحدث دراسات عدد من الدكاترة ببعض جامعات الوطن على غرار باتنة 01، قالمة، قسنطينة 03، عنابة، أم البواقي، المسيلة، وتيزي وزو، أعلن عن فكرته سابقا الدكتور عبد القادر دندن، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عنابة، الذي تكفّل بعملية الإعداد وتحرير الكتاب وكذا التنسيق بين فريق العمل البحثي.
الإنتاج العلمي الجديد الذي جاء في 3 محاور كبرى، سيمكّن لا محالة القارئ خاصة طلبة وأساتذة الجامعات، من الإلمام بمختلف أبعاد ومحدّدات التنافس بين القوى العظمى العالمية وحتى الإقليمية المتنافسة على السيطرة على مختلف المضايق والقنوات والممرات البحرية المعروفة بخطوط المواصلات البحرية، وبالتالي سيكون من نصيب الفائز والمنتصر في هذا التنافس المحموم التحكم في الحركية الاقتصادية والعسكرية العالمية، وحتى للاتصالات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والحضاري والإنساني بهذه المضايق والممرات، والتي أصبح الصراع عليها على أشده في السنوات الاخيرة، ويُتوقع ان يحتدم اكثر نظرا للأهمية الكبرى لهذه المرات والمضايق.
وتأتي دول العالم الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبعض القوى الإقليمية الأخرى ــ حسب مؤلفي الكتاب ــ في صدارة الدول المتصارعة والمتنافسة على هذه المعابر والممرات بهدف السيطرة عليها للضمان العبور الهادئ والمريح الآمن لمختلف أساطيلها العسكرية وسفنها التجارية والحفاظ عليها، من أي هجومات محتملة أو عرقلة حركتها بخلق حالة اختناق فيها من طرف بعض الدول الاخرى المتعارضة مع سياسة هذه الدول العظمى.
الكتاب جاء في ثلاث محاور، خصّص الاول منها لإعطاء نظرة عامة لأهمية تلك المضايق والممرات في السياسة العالمية، والأهمية الجيوبوليتيكية لها في العلاقات الدولية، وكيفية تعامل القانون الدولي معها، في حين تطرق المحور الثاني، بالتفصيل لدراسة أهم المضايق والقنوات البحرية في منطقة الشرق الأوسط، والتي يتصدرها مضيق هرمز وكذا مضيق باب المندب وأخيرا قناة السويس، وما لهذه الممرات من اهمية تاريخية وسياسية واقتصادية أججت الصراع الإقليمي والدولي.
أما المحور الثالث فتناول زيارة استطلاعية استراتيجية لعدد من المضايق والممرات الموجودة في العالم، كمضيق ملقا ومضيق جبل طارق وقناة بنما وغيرها من الممرات البحرية ودورها في الحركية الاقتصادية وتأثيرها على مجريات السياسة العالمية.
فريق عمل البحث المتكون من خيرة وأكفأ الدكاترة الباحثين بجامعات الوطن، حرصوا في هذا المؤلف الجماعي على إيلائه الاهمية التي يستحق، حيث كرّسوا جهودهم منذ مدة على تدعيم المكتبة الجزائرية بهذا المولود الأكاديمي الجديد المتكامل، الذي سيزيد من ترسيخ قيم العمل البحث الجماعي المشترك لإثراء الجامعة الجزائرية.
والجدير بالذكر، أنّ مخبر الأمن الإنساني «الواقع، الرهانات والآفاق»، التابع لكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة باتنة 01، لرئيسه الأستاذ الدكتور حسين قادري، من بين أهم المخابر البحثية بالجامعة الجزائرية، لما يقدمه من إسهامات علمية وأكاديمية في مجال تخصصه، حيث يشرف على توطين عدة مشاريع دكتوراه بالجامعة ويؤطر طلبتها، وله العديد من الإسهامات في مجال تأليف الكتب خاصة الجماعية منها.