طباعة هذه الصفحة

الرّوائي عبد الرزاق طواهرية:

نقاوم «الحجر الصّحي» باستثمار الوقت

إيمان كافي

تنبّأت بكوفيد 19  في «شيفا مخطوطة القرن الصّغير»

أكّد الرّوائي عبد الرزاق طواهرية امتثاله للإجراءات الوقائية في سير يومياته خلال فترة الحجر الصحي التي نعيش على وقعها بسبب جائجة كورونا، وفي حديث خصّ به «الشعب» عاد إلى روايته «شيفا مخطوطة القرن الصّغير»، التي قال إنّها تنبّأت بظهور «كوفيد 19».

ذكر محدّثنا أنّه من بين ما تعلّمه خلال هذه المدة كيفية عيش اللّحظة دون التفكير في المستقبل أو الماضي، مشيرا إلى أنه عند شعوره بالضّجر أو القلق أو حتّى الخوف صباحا، كان يوجّه كل تركيزه نحو تعزيز إيمانه بأنّ هذه فترة روتينية يومية ستزول بحلول المساء، مضيفا «وبمجرد اقتناعي بهذا الأمر أشعر بالرّاحة مجدّدا ما يفتح أمامي المجال للبحث والكتابة».
اعتبر الكاتب طواهرية أنّ فترة الحجر الصحي سمحت له باستثمار وقته في البحث المعمّق واستقصاء المعلومات وكتابة عدّة مقالات توعوية تحاكي الوضع الراهن، كما كانت هذه الفرصة سانحة لتقديم إعانة للكثير من السائلين حول طرق النشر والكتابة والتسويق، فضلا عن أنه حلّ خلالها ضيفا على الـ «أونلاين» للعديد من صفحات الفيسبوك الثقافية من أجل نقل تجربته الأدبية للكتّاب الناشئين وتقمّص خلالها أيضا دور الإعلامي، حيث شارك في استضافة شخصيات شهيرة عربيا كمؤلف «انتيخرستوس» الدكتور أحمد خالد مصطفى، وأحد مؤسّسي قناة سبايستون، الأستاذ طارق العربي طرقان.
وأوضح ذات المتحدث أنّ من بين إيجابيات هذه الفترة أنها منحت له الوقت للتّفرغ لتنسيق كتابه الخامس الذي سيطبع قريبا، حيث يتطرّق هذا العمل الروائي الذي سيكون في أدب الصحراء والأدب العجائبي - حسبما ذكر - إلى حقائق عجيبة عن مدينة «سيفار»، ويكشف سر رسومات الطاسيلي بطريقة علمية، كما يتحدث عن «نجمة تندوف» الغامضة بأسلوب روحاني، الرواية تناولت السحر من منظور السحرة، كونهم يكتنزون أسرارا مبهمة عن العالم الآخر.
وعن إيجابيات الحجر ومساهمته في إعادة ترتيب الأفكار وبناء خطط جديدة، يقول عبد الرزاق طواهرية إن كون هذه الفترة شبيهة بالخلوة، فكل فنان يحتاج إلى خلوة مع نفسه حتى يتخلص من الأفكار السلبية ويحتفظ بالايجابية منها، محاولا تحقيقها وفق خطّة مدروسة، هذا واعتبر فيما تعلق بدراسة تأثير هذه الفترة على توجّهات الجمهور القارئ أنه لا يمكن الأخذ برأي الجمهور دائما لأنّ كواليس عالم الكتابة والنشر مبهمة المعالم، لهذا كان على الكاتب الموازنة بين الأمرين.
أما عن إجابته حول الميول الذي يبديه بعض القراء للإطلاع على موضوعات تتناول صناعة الفيروسات والحروب البيولوجية، فقد أوضح أنّه بالطبع يبدو ذلك واضحا لأنّ العالم متأثّر بالأمر، كما قال: «لكني لا أظن أنّي سأعيد الكتابة في الأمر، فقد تحدّثت بإسهاب عن الحرب البيوتكنولوجية والفيروسات المصنعة وراثيا وحرب اللقاحات المتوقع حدوثها مستقبلا في روايتي «شيفا مخطوطة القرن الصغير» قبل سنتين من ظهور كوفيد 19، ما جعل الطلب عليها يزيد بل وتمّت قرصنتها ونشرها إلكترونيا، وأنا حاليا أتصدّى لهؤلاء الذين انتهكوا حقوقها».