طباعة هذه الصفحة

من ثمارها «أيام القصبة المسرحية» وتثمين محيط مبنى باشتارزي

توقيع اتّفاقية تعاون بين المسرح الوطني وبلدية القصبة

أسامة إفراح

وقّع كل من المدير العام للمسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي، ورئيس بلدية القصبة اعمر زطيلي، أمس الاثنين، اتفاقية تعاون بين الطرفين، تؤسّس لشراكة في مجالات منها إعادة تنظيم واستغلال الفضاء المحيط بالمسرح الوطني، وتطوير مشاريع مشتركة. وفي هذا الصدد، أكّد زطيلي ضرورة العمل على حماية صورة هذا الفضاء «المصنف وطنيا ودوليا»، فيما كشف يحياوي عن «أيام القصبة المسرحية» التي قد تتخذ بُعدا عابرا للحدود.
احتضن فضاء امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشتارزي، أمس الإثنين، توقيع اتفاقية تعاون بين المسرح الوطني وبلدية القصبة. وبهذه المناسبة، قال محمد يحياوي المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، إن هذه الاتفاقية «وليدة لقاءات تشاورية عديدة، الغرض منها إيجاد إطار يسمح بالعمل مع بعض، في كيفية استغلال محيط المسرح الوطني وجعله فضاءً ثقافيا وفنيا من جهة، ومن جهة أخرى إعداد برنامج ثقافي مشترك لمرافقة أبناء القصبة، وإبراز الموروث الثقافي الذي تزخر به المدينة، باعتبار أن المسرح الوطني جزء من هذا التراث الذي ينتمي إلى إقليمها».
أضاف يحياوي أن من بين البرامج التي يسعى الطرفان إلى تحقيقها، «أيام القصبة المسرحية»، وهي تظاهرة سنوية ستكون في المستقبل بتنظيم وتعاون مشترك بين المسرح الوطني وبلدية القصبة، ولم يستبعد يحياوي أن تتحول هذه الأيام إلى تظاهرة دولية، ويمكن أن تكون في البداية إقليمية بمعنى مغاربية، وستشهد التظاهرة مشاركة كلّ المسارح الجهوية (إلى جانب المسرح الوطني طبعا) إضافة إلى الجمعيات والتعاونيات. وذكّر يحياوي بأن غالبية الفنانين الذين مرّوا من المسرح الوطني وتركوا بصماتهم في الفن الرابع الجزائري كانوا من أبناء حيّ القصبة العتيق.
كما تحدّث يحياوي عن تنظيم ورشات تكوينية وندوات فكرية ومعارض فنية، وخلص مدير المسرح الوطني إلى أن الاقتراحات تبقى مفتوحة للطرفين من أجل تطوير هذه الشراكة.
من جهته، تحدّث رئيس بلدية القصبة، اعمر زطيلي، عن وجود طموح لتجسيد هذه الخطوة من قبل، ولكنها «لم تتجسد إلا بعد أن حان وقتها». واعتبر زطيلي أن أهمّ شيء في هذه الاتفاقية هي أهدافها، وقال في هذا السياق: «لقد كنا نمرّ أمام المسرح الوطني، هذه التحفة المعمارية والغذاء الروحي للمجتمع، ونرى بعض المظاهر التي لا تشرّفنا جميعا، سواءً كمسؤولين وكمواطنين، وكان الهدف الأساسي هو القضاء على هذه الظواهر السلبية». وتحدّد هذه الاتفاقية مسؤوليات تقع على عاتق البلدية وأخرى على عاتق إدارة المسرح الوطني، الهدف منها «تغيير الأوضاع نهائيا، وتحسين واجهة هذا المسرح، وتوفير الظروف الملائمة للفنانين والمثقفين الذين يتردّدون يوميا عليه».
«المسرح الوطني متواجد في قطاع محفوظ مصنّف وطنيا وعالميا، وعدم تحسين صورته يعني إمّا عدم فهمنا هذا التصنيف، وإمّا أننا لا نقوم بواجباتنا»، وهو الهدف من هذه الاتفاقية، يؤكد زطيلي، مشيرا إلى هدف آخر هو أن تستفيد البلدية وأطفالها وأبناؤها أكثر من هذا المسرح المتواجد على مستوى إقليمها، وتبقى هذه مجرّد خطوة أولى مع إمكانية تحقيق خطوات أخرى مستقبلا، يقول زطيلي.
للإشارة، تشمل هذه الشراكة بنودا تنظيمية، نجد من ضمنها، إلى جانب تنظيم «أيام القصبة المسرحية»، إعطاء بلدية القصبة الحق في استغلال قاعات المسرح الوطني للاحتفال بالأعياد الوطنية والدينية ويوم عيد القصبة المصادف للثالث والعشرين فيفري من كل سنة، وإقامة حفل اختتام السنة الدراسية أيضا وتكريم التلاميذ النجباء، والحق في استغلال الساحة المقابلة لواجهة المسرح الوطني لإقامة تظاهرات ثقافية وفنية، ومعارض للكتب ورسوم للأطفال، والنشاطات الحرفية والتجارية، وذلك بإعلام إدارة المسرح بذلك.
كما تخول الاتفاقية المدارس التربوية، وأفواج الكشافة الإسلامية التابعة لإقليم البلدية، الاستفادة من تخفيض في قيمة التذكرة، لمشاهدة العروض المسرحية كل أيام الجمعة ابتداء من الساعة 10 صباحا إلى غاية الساعة 11 صباحا. من جهة أخرى، تمكّن الاتفاقية المسرح الوطني الجزائري من استغلال كل أماكن ركن السيارات المتواجدة بأرصفة شارع محمد التوري وشارع عبد الرزاق نايت مرزوق وساحة محمد التوري لأغراض ذات صلة بأهدافها (التنظيمية، الثقافية والاقتصادية).