طباعة هذه الصفحة

لوحات الفنان بيكاسو المختفية غير أصلية

وزارة الثقافة تفنّد..وتصف الأخبار بالمغلوطة

نورالدين لعراجي

ردّت وزارة الثقافة والفنون عبر صفحتها الرسمية على الأخبار المغلوطة التي تناولت خبر اختفاء سبع لوحات زيتية للرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، وقالت في بيان لها بأن اللوحات التي عثر عليها هي نسخ غير أصليّة ولم تصدر إطلاقا عن بابلو بيكاسو. وأن حيثيات القضية تعود الى سنة 2009 عندما قام أحد المواطنين بأشغال حفر بئر ارتوازية داخل بيته في بلدية مدريسة التي تبعد بحوالي 60 كلم جنوب ولاية تيارت ليتم العثور على التحف الفنية.

أوضحت وزارة الثقافة والفنون، أن المواطن وأثناء عملية الحفر اكتشف التحف الفنية القديمة، التي ظهرت من بينها لوحة غرنيكا المشهورة، التي تخلد المجزرة التي قامت بها وحدات الجيش الالماني خلال حملة دعم الجنرال فرانكو ضد الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية التي وقعت سنة 1937، حيث قام المواطن بإبلاغ السلطات المحلية بعد تأكده بأنها تحمل قيمة فنية ومادية ولا يمكن الاعتداء عليها او التقليل من قيمتها، حيث قامت هذه الاخيرة بإشعار مديرية الثقافة لولاية تيارت قصد التدخل وإشعار الوصاية ممثلة في وزارة الثقافة قصد إجراء الخبرة والبحث في العينة، حول ان كانت اللوحات الفنية المكتشفة اصلية تعود الى الرسام العالمي بيكاسو أم أنها مستنسخة «مزيفة» لا تحمل توقيعه.
لتقوم وزارة الثقافة في نفس السنة أي في 2009 من مباشرة عمليات الفحص العيني للوحات الفنية من طرف خبراء في علم الآثار والحفريات قصد التحقق من طبيعتها وتاريخ رسمها، إلا انها لم تصدر أي بيان في تلك الفترة بخصوص ذلك، مما فتح مجالا للتأويلات، وعودة الترويج للوحات الفنية من جديد، وتضاربت الاخبار بين مصدق من انها تعود للفنان بابلو بيكاسو وقيامه برسمها خلال زيارته لهذه المنطقة عام 1944، حيث كان يُقيم رفقة العديد من المعمّرين الأسبان، وبين مكذب ينفي ان تكون التحف الفنية من اعماله، في المقابل تناول البعض الاخر أخبار أخرى تشير بأن اللوحات مقلدة وتعود الى التواجد الفرنسي في الجزائر.
وفي سنة 2020 عادت تلك القضية الى الواجهة، ووجدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ملاذا لنشر الاخبار وحبكها في قالب يوحي أن أصحابها يريدون الوصول الى غاية معينة، لتنتهز وزارة الثّقافة والفنون، المناسبة لإفادة الرأي العام عبر صفحتها الرسمية «أنه فور تلقيها المعلومة خلال سنة 2009، نقلت هذه اللوحات إلى متحف الفنون الجميلة بالعاصمة للتّأكد من هوية صاحبها، وعلى ضوء الخبرة المنجزة من قِبل المختصّين باستعمال التّقنيات الحديثة التي مست فحص الإمضاءات وخطوط الكتابة ونوعية الألوان الزيتية والتقنيات المستعملة والدّقة في الرسم، تبيّن أنّ هذه اللوحات هي نسخ غير أصليّة ولم تصدر إطلاقا عن بابلو بيكاسو».
للتذكير، هناك حكاية عشق بين الفنان العالمي بيكاسوا والجزائر، بداية بالمكان ومرورا الى العادات والتقاليد السائدة، ولعل اهم ما يحسب له ايضا مواقفه الانسانية ووقوفه رفقة مجموعة من المثقفين الاوروبيين والأجانب ضد إعدام بطلة الجزائر جميلة بوباشا حسب ما صرح به واسيني الاعرج في خبر نشره عبر صفحته الافتراضية وتناولته «الشعب» في عدد السبت المنصرم، وقد سبق لبيكاسوا أن زار الجزائر مرتين، كانت الاولى في سنة 1944 وإقامته في احدى المستثمرات الزراعية التي كان يملكها احد اصدقائه المعمرين الاسبان بعد فراره من الزحف النازي، وزارها للمرة الثانية سنة 1953 حيث رسم لوحته الشهيرة «نساء الجزائر».