طباعة هذه الصفحة

مجموعة «إزوران»

إعادة الاعتبار لأبرز مكوّنات معمار القصر العتيق بورڤلة

إيمان كافي

أعلن أعضاء «مجموعة إزوران» التي تعني «جذور» باللّغة الأمازيغية بورڤلة والمتكوّنة من نحو 14 عضوا، من بينهم مهندسين معماريين وفنيين وتقنيين مهتمين بالجانب المعماري والعمراني للقصر عن إطلاق مشروع، يهدف إلى إعادة الاعتبار لبعض منشآت القصر العتيق من ساحات القصر الداخلية وأبوابه وعدة مرافق ذات البعد التاريخي والثقافي في ذاكرة المجتمع المحلي.
يمسّ هذا المشروع كما كشف منسّق المجموعة المهندس المعماري إسماعيل شعيب في حديث لـ «الشعب»، إعادة الاعتبار لعدة مكوّنات بارزة داخل القصر، من بينها 8 ساحات داخلية في القصر، انطلاقا من ساحة لالة مالكية بالإضافة إلى أبواب القصر السبعة وعدة مرافق أخرى على غرار ترميم السكنات المتضررة في إطار عملية التويزة.
تحمل هذه المبادرة طابعا عمرانيا واجتماعيا في الوقت ذاته، حيث ينطلق من تحسيس المجتمع بأهمية القصر كتراث معماري تاريخي مع توضيح مساوئ إدخال مواد البناء الحديثة على هذا النوع من البنايات وتأثير ذلك على البنية الأساسية من الناحية التقنية كما يعمل الفريق على تقييم الوضع الحالي لمباني القصر.
باعتبار الساحات تعد أول مداخل القصر، كما تشكل نقطة تجمع وتقاطع لمعظم الطرق، فإن من شأن إعادة ترميمها –يقول المهندس إسماعيل-، المساهمة في تنشيط الحركية داخل القصر بما يخدم الصالح العام لذلك ستكون الخطوة الأولى في الميدان، حيث يفكر أعضاء المجموعة، استحداث فضاء تجاري عبر إنشاء نقاط بيع للحرفيين وعرض للزربية الورقلية ومنتجات الحرف التقليدية المتنوعة التي يتميز بها قصر ورقلة، مع إمكانية استغلال هذه المساحات في الفترة المسائية، لتقديم عروض ترفيهية وثقافية للأطفال وأنشطة شبانية مختلفة.
في نفس السياق، قال المتحدث أنه بالإضافة إلى الجانب العمراني، تركز مجموعة إزوران على معالجة بعض الأمور بناء على أبحاث أكاديمية، بيّنت أن هناك مشكل وظيفي ينتج من فقدان المجال لوظيفته، موضحا في هذا السياق أن الفراغ الذي يطبع بعض الساحات يؤدي إلى تنامي نشاطات تخلف مشكلات اجتماعية لذلك وجب إحياء المجالات الوظيفية أو إعادة الوظيفة لهذه المجالات سواء باسترجاع الوظيفة القديمة لهذه المساحات أو باستحداث وظيفة يحتاجها الناس في هذا الوقت.
ذكر منسق المجموعة أن هذا المشروع جاء بناء على ملاحظة بعض المشاكل التقنية، على غرار مشاكل انهيار البنايات التي لا يعرف المواطن في المجتمع الورقلي وقصر ورقلة تحديدا إيصالها للجهات المعنية من أجل التكفل بها أو لتلقي توجيهات تمكنه من معالجة هذا المشكل التقني بما يساعده على تدعيم البنايات والأسوار الآيلة للانهيار.
من هذا المنطلق، تطرح المجموعة عدة خدمات تطوعية، تهدف من خلالها إلى توفير التأطير والمتابعة التقنية لأصحاب المساكن التي في حاجة إلى ترميم وتعزيز أفكار البناء التقليدي التراثي، باستخدام مواد البناء المحلية للحفاظ على هذا الإرث العمراني من جهة وكذا المزايا التي يتميز بها من ناحية خصائصه البيئية، بما يعزز ديمومة البناء في حد ذاته ويعزز معطيات أخرى، مرتبطة بالنمط المعيشي كالحرارة والصوت وغيرها.
يتوخى من خلال الأنشطة التي تسعى المجموعة إلى إطلاقها، استرجاع البناء بطريقة تقليدية عبر التأطير التقني والفني، وذلك بتقديم مخططات ميدانية للمواطنين المقبلين على أشغال ترميم لسكناتهم ومتابعة العملية في الميدان.
يحمل بحسب ما ذكر محدثنا هذا المشروع جانبا أكاديميا، حيث سيهتم بتطوير استخدام التقنيات الحديثة في البناء التقليدي، وذلك عبر إدماج التقنيات الجديدة في البناء التراثي وتطوير المادة الأولية للبناء التقليدي باستخدامها في قالب حداثي، فضلا عن استرجاع المادة الأولية وإعادة إنتاجها برسكلة مواد البناء القديمة للبنايات المنهارة من أجل الاحتفاظ بنفس تركيبة المواد وتقديمها في شكل عملي أكثر وبلمسة متطورة.