طباعة هذه الصفحة

غنى له خليفي احمد ورابح درياسة ورافقه حسن الحسني

ديوان «سرجُ البال» للشاعر السلامي بلغيث يرى النور

نور الدين لعراجي

 

 

 

صدر عن دار ألفا- دوك للنشر والتوزيع، بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة ديوان في الشعر الشعبي للشاعر الراحل السلامي بلغيث البيريني الجابري الجلفاوي يحمل عنوان: « سَرْجُ البَال» قاما بجمع القصائد الشعرية ولداه الشاعران «يوسف الباز بلغيث» وأخوه «الباشق محمد بلغيث» وحظي الديوان بتقديم عميد معهد اللغة العربية وآدابها بجامعة زيان عاشور بالجلفة البروفيسور المسعود عبد الوهاب.
خاض كاتب المقدمة حديثه مستلهما من التجارب الشعرية للشاعر السلامي بلغيث، في سياقاتها الزمنية المتباعدة من حيث الزمن والمكان وكذلك الظروف المحيطة بالنص، من خلال جولة عبّر بها مخيال القارئ في احدى عشر صفحة موشّحة بـ «استشهادات» شعرية من الباكورة الشعرية التي أطلقت عنانها للنور.
جاء الديوان منتقًى بشكل مدروس ومنوّع، يضمن للباحث المادة الدسمة للدراسة، كما يضمن للقارئ العاشق للأدب الشعبي عموما والشعر بخاصة متعةً تنأى به عن اللغة الساقطة والوزن المرتج والتصوير الساذج، ويقول بأنه متأكد من قيمة المتن المرصوف بديوانه والده، مما يجعله عملا شعريا نوعيا للمكتبة الجزائرية وللموروث الشعبي المحلي.
يقع الديوان في 153 صفحة من الحجم المتوسط «13 / 19 سم» ضمنه الشاعران اِبنا صاحبِ الديوان بمختاراتٍ شعريةً منتقاةً بعناية من مجموع قصائد والدهما التي بلغت القرابة 250 قصيدة في مختلف المواضيع، وحملت القصائد مدى قدرة الشاعر السلامي بلغيث على التعبير عن الذات الموجوعة والمؤمنة والمتحسّرة والحالمة والساخرة في آن واحد، نذكر منها العناوين التالية: « درياسة،   رفرف يا علم، مسرى النبي، البرنوس، يا نجمة، الحِمى، عيدك يا وطني، الهربة لربي، عبد المغيث، الدنيا رحلة، حط الركب، الضحكة الصفراء، ندبّر عليك، ضيم التٌّوحاش، بوسعادة، الشهيد عميروش..» وغيرها من القصائد التي تؤرخ لمحطات مهمة في الحياة، بمنطقة الجلفة، خاصة عرش أولاد زيان وعبر فترات مختلفة.
ما يلفت الانتباه في هذا المتن الشعري الجديد أن القصائد تتأنق بصور شعرية متميزة وفيها تفصّح عمي بديع، يشي بثقافة الشاعر الراحل وشاعريته الطافحة، وله قصائد تضارع القوّة اللّغوية والتصويرية للفصحى كقصيدة «الحمى» التي يذكرنا فيها بقصيدة المتنبي في الموضوع نفسه.
يقول ابنه الشاعر والروائي الأستاذ: «يوسف الباز بلغيث» في تصريح لـ «الشعب « بأن هذا الديوان المخطوط « كان بحوزة أخيه الأكبر « عبد المغيث بلغيث» الذي عاصر أباه الراحل وكتب عنه الكثير بخط يده، كما تلقى الشاعران قصائد كثيرة لأبيهما الشاعر، بعد إعلان فكرة جمع الأشعار وتصفيفها ضمن ديوان ورقي معدّ للطباعة والنشر».
للإشارة، ينحدر الشاعر الراحل والمجاهد «السّلامي بلغيث بن محاد» من عرش المويعدات فرقة « أولاد زيّان»، من مواليد سنة 1917 بالبيرين، ولاية الجلفة والمتوفى، سنة 1987، وقد غنّى له عميد الأغنية البدوية الراحل» خليفي أحمد» مجموعة من القصائد لعلّ أهمها أغنية «السّاعَةْ دَقِّتْ والعْرَبْ رَاهَا رِبْحِتْ ... ورِيحْ الحُريّةْ يْهِبْ عْلَى لَوطانْ «، كما كانت له علاقة طيبة مع الأستاذ الحاج «رابح درياسة» الذي عرض قصيدته المشهورة « كلَّمْني بالتِّيليفُونْ « على نفس البحر والوزن والقافية، سنة 1961، وكانت تجمعه علاقات طيبة مع بعض الفنانين الجزائريين، وحتى رجالات الفن والتمثيل على غرار علاقته الراقية بالفنان الراحل «حسن الحسني».
للتذكير الديوان صادر عن دار متخصصة في الكتب والوثائق الجامعية مثل النشر والاستيراد وتوزيع الكتب ولها مكتب بعمان « البوابة الشمالية للجامعة الأردنية» وسيكون في الأيام القادمة بين أيدي الطلاب والمتابعين للأدب الشعبي.

يا نِجْمَةْ
يا نِجْمَـــــــةْ عَلَّاكْ رَبِّي فِي ظَلْمَةْ
وْنَوَّرْ بِيكْ الفُلْكْ زَيَّنْلُو لَيْلُو
قَلْبِي زَادْ انْحَالْ فِي بَالُو كِلْمَةْ
وِانْتِ عَنُّو صَادَّةْ وانْتِ وَيْلُو
يْبَاتْ يْحَدَّثْ فِيكْ شَارِدْ كِالنِّسْمَةْ
ضَاعِتْ هَبِّتْها تِرْفِدْهَا خَيْلُو
أنا شَاعِرْ في غْرَامِكْ نَعْتْ المَاءْ
ثايِرْ بِالأَشْعَارْ فِي حَمْلِةْ سَيْلُو
تَطْلَعْ بِقْنَــــاطِيرْ حِمّْتْها القِمَّـــــةْ
ويَهْبَطْ عَاشِقْهَا مَوْزُونْ بْكِيلُو
شُوفِي لَيَّ انْزِيدْ في بَوْحِي غَيْمَةْ
ايْرُشِّكْ بالدَّلالْ شَاعِرْ في جِيلُو
حُطِّي يا نَجْمَةْ عْلَى جُرْحِي بَسْمَةْ
يَهْدَى لَيْلِي كانْ حُبِّكْ تِهْدِيلُو
وْهَذَا البَابْ اتْصَدّْ يِلْزِمْلُو بَرْمَةْ
يَفْتَحْ بِالحَلالْ عَشَّاقُو يْجِيلُو
غْرَامِكْ مَا يَفْنَاشْ باقِي يَا نِجْمَةْ
يِسْقِي ذِكْريَاتْ شَاهِي اتْغَنِّيلُو
بيرين 1967