الكاتبة إلهام مزيود لـ«الشعب»:

رواية «قلب من طين» حقيقية مع بعض الخيال

أجرت الحوار: إيمان كافي

في تجربة أدبية جديدة لاقت الكثير من الإعجاب وسط جمهور قرائها، دخلت الكاتبة إلهام مزيود بروايتها «قلب من طين» عوالم الإبداع بشكل مختلف هذه المرة، تقاسم من خلاله جمهورها بتفاصيل قصة إنسانية مريرة تحمل في زواياها الكثير من الأسى والتأثر وتشبه في زواياها السردية الحقيقة وتتشبه أحيانا بالخيال، حتى أن الكاتبة إلهام مزيود تعتبرها حقيقية مع بعض الخيال وخيالية مع كثير من الحقيقة.
- الشعب: نقلة جديدة في مسارك الأدبي، من مجموعة قصصية شغلت القراء، ها هو اسمك يعود من جديد ليصنع الكلمات بقلب من طين، كيف تقيمين هذه التجربة؟
 هي تجربة متواضعة جدًّا، لكنني ككاتبة للعمل أرى أنها أكثر اتزانا من سابقتها –عرائس الماريونيت-، طبعا لا أقول هذا بغرض تقييم ما كتبتُ أو فرض رأيي على ذائقة القارئ وإنما من باب معايشتي للتجربتين والظروف التي مررت بها خلال كتابة كل عمل على حدا، أكتفي بهذا وأترك المجال للقارئ ليقيم بنفسه التجربة، فأنا مؤيدة لإحدى عبارات أمبرتو ايكو التي يقول فيها: «القارئ حر في تأويل النص، وعلى الكاتب أن يموت أو يصمت بعد كتابة نصه»، ولأنني لا أزال عطشى للحياة فإني أفضل الصمت.
عوامل كثيرة ومتنوعة كان لها الفضل في مساعدتي على انتقاء المدخل الذي ولجت من خلاله إلى عالم الكتابة الفسيح، ثم دفعتني إلى مدّ أولى خطواتي نحو عرائس الماريونيت فالثانية صوب قلب من طين..
الموهبة لوحدها لم ولن تكون كافية لخوض معركة الكتابة، أقول معركة لأن الأعمال الأدبية والرواية على وجه الخصوص يكتبها الكدح لا الإلهام، كما سبق وأشارت إلى هذه النقطة الكاتبة الكويتية بثينة العيسى في كتابها أصوات.
أما عن أهم مقومات هذا الكدح فهو القراءة، التي أطلق عليها تعريف الكدح العذب.
لا يمكن للكاتب أن يمتلك أهم أدوات الكتابة إن لم يكن مطلعا على أهم ما كتب ومنتظرا لما سيكتب في مختلف الآداب والثقافات والحضارات، وأن يكون مهيئا للقراءة في مجالات متنوعة ومتمايزة وليست فقط الأدبية.
هنا تتحول القراءة من هواية، كما هو شائع، إلى ضرورة حتمية بالنسبة للكاتب.
- من عرائس الماريونيت إلى قلب من طين ما الذي تغير؟
 عرائس الماريونيت هي الخطوة الأولى، كأغلب ما نطلق عليه مصطلح «أول مرة» ونلصق به لفظ السذاجة، هي التجربة البريئة المرتبكة، ومع ذلك تبقى النافذة التي أطللت من خلالها على عالم الكتابة والنشر الذي لم يكن يصلني منه سوى الكتاب في شكله النهائي على أرفف المكتبات.
الأخطاء والعثرات التي وقعت فيها، أول مرة ،حاولت تفاديها وأنا أعمل على عملي الجديد، سواء من خلال الاشتغال بشكل جدي على قلمي ومحاولة إعطاء الفرصة لقصتي كي تتخمر وآخذ بعين الاعتبار النصائح التي أسديت لي والنقد الذي سبق وحظيت به، أو من خلال تحديد وجهتي من الكتابة، وماذا أريد بالضبط.
- تختلف قوالب الإبداع، إلا أنها ترتسم في نهاية الطريق كما أحب الكاتب لها أن تكون، هل تتغلب ذاكرة العاطفة برأيك على صناعة النصوص؟
 كتنويه كتبت على إحدى الصفحات الأولى من روايتي قلب من طين: «لم يسبق لأحدهم أن كتب قصة حقيقية خلت من الخيال، ولا كتب آخر قصة خيالية خلت من الحقيقة، لذا فشخصيات الرواية حقيقية مع بعض الخيال، وخيالية مع كثير من الحقيقة».
صناعة النصوص بحسب رؤيتي ليست خيالا مجردا ولا حقيقة مطلقة، النص في ظاهره هو نتاج لمجهود فردي، لكن في باطنه فإضافة إلى المجهود الفردي هناك أيادٍ خفية تلاعب حروف الكاتب وأفكاره، أياد تثري النص وتكثف الفكرة وتساهم في صناعة المشهد، أياد متشابكة بين الحقيقة والخيال، وبين ما يأتي من داخل الكاتب وما يبحث عنه خارجه.
- كيف تساهم خبرات الكاتب الحياتية في إنتاج نصوص تلامس القلوب قبل العيون؟
 لأنها الزاوية التي تجلس فيها شخصيات تشبهنا، شخصيات تتألم، تفرح، تبكي، شخصيات غير مثالية يعرّيها السخط والقنوط ويدّثرها الأمان والاحتواء.
-  تلخص رواية قلب من طين معركة المرأة مع الحياة، هل تستحق المرأة فصولا سردية أخرى برأيك؟
 ليست المرأة وحدها من يستحق فصولا سردية، هذا النوع من النساء اللواتي يتقاطعن مع بطلة روايتي ومع الكثير من الأشقياء على هذه الأرض لهم كل الحق في أضواء تسَلَّط على شقائهم.
-  ربما الحديث عن آخر إصداراتك، في رواية قلب من طين يفتح الشهية للتعرف أكثر على مشاريع إصدارات جديدة في الأفق، فهل ستكون إلهام مزيود على نفس المسار أم أن النصوص القادمة ستكشف عن زوايا خفية لم نعرفها من قبل؟
 لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، على الأقل في الوقت الراهن فأنا نفسي لا أملك إجابة، لكن يمكنني أن أخبرك أنه حرّي بي التوّقف عند هذا الحد، إن لم تحركني فكرة أو يشدّني مشهد لكتابته بحب وصدق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024