صدرت في تجربة إبداعية جديدة للكاتب والرّوائي الشاب عبد العزيز عمراني عن دار المميزون العالمية للنشر والتوزيع والترجمة باللغة العربية والإنجليزية ودار الأمير باللغة الفرنسية بفرنسا، رواية جديدة بعنوان «رحلة الحلم والوهم».
تحكي هذه الرّواية معاناة شباب قرّروا الهجرة من تركيا، مشيا على الأقدام نحو فرنسا مروا بالجبال والغابات والسهول والوديان والكهوف، حيث تعرّفوا على الكثير من المهاجرين من مختلف بقاع الدنيا، واستمعوا للعديد من القصص الواقعية والمتداولة بين المهاجرين.
تقدّم هذه الرّواية تفاصيل مبنية على الواقع تصورها الكاتب بطريقة تشد القارئ، حيث يروي من خلالها أحداثا مشوّقة للغاية ويعتمد فيها على شخصيات حقيقية مرسومة بدقة وإتقان، وبأسلوب متفرد في الحوار والسرد، وبزوايا ومشاهد سينمائية تتجلى تفاصيلها في خيال القارئ.ويحمل هذا العمل الأدبي خصوصية في السرد التاريخي، بحيث يتعرّض الكاتب للعديد من المحطات التاريخية للدول مع الإشارة إلى الملامح الثقافية التي تميز هذه الدول وبعض المعالم السياحية بها، كل هذا مقترن بالوصف الدرامي الذي تنسج به كل الأحداث التي تطرق لها من خلال العديد من المواقف المؤثرة والأحداث الحزينة.
«رحلة الحلم والوهم» رواية ينطلق الروائي عمراني من خلال طياتها في أحداث حول المجتمع العربي وما يعانيه، ثم يسلّط الضوء على نفسه بصفته الشخصية الرئيسية للرواية، ويتكلّم عن تفكيره ونظرته للحياة وحياته داخل الأسرة، ثم يروي كيف جمع بينه وبين أصدقائه ليخططوا للهجرة، وهم جميعا شخصيات حقيقية.
يأخذك الكاتب بعدها في رحلة معه وأصدقائه من تركيا مرورا بـ 8 دول لتعيش وتشارك كل المغامرات والأحداث، وتتطلع فقط لليوم الذي سيصلون فيه لفرنسا، وفي طريقه يجعلك تبكي معه وتحزن لأجله وتمر بمواقف الإثارة والذل ودور الحظ معه، كما يجعلك تستمتع بالحوار الشيق الذي يدور بينهم في طابع هزلي أيضا.
ولن يكتفي الكاتب بنقلك بين الجبال والغابات والمناطق بل ستدخل معه من خلال هذه الرواية، وتغوص في تفاصيلها وما تحمله من مغامرات حقيقية ومطاردات بوليسية وحكايات وتفاصيل لقصص واقعية على لسان مهاجرين، ثم يحكم قبضته في تفاصيل الرواية، لترافقه في أبشع المغامرات والأيام معهم بمواقفها المؤثرة، التي تجعلك تنوي التدخل لتوقيف كل تلك الأحداث وإعادتهم إلى منازلهم، ليختم بعد ذلك كل تلك المعاناة والمغامرات والأحداث الدرامية والشيقة والصعبة بنهاية حزينة، تحكي الواقع الأليم للعديد من المهاجرين ويترك الرواية مفتوحة بعدها، ليجعل كل ما مررت به معه يدور في عقلك لأيام، فتحاول البحث لتعرف أكثر عن مصير المهاجرين بعد وصولهم لأوروبا.
