طباعة هذه الصفحة

المصوّر الفوتوغرافي، حمدي أيوب:

الصّورة الجميلة تحتـاج عينـا تدركها

ف - الوحش

حمدي أيوب ابن ولاية المسيلة واحد ممّن فتنتهم الصورة فاعتنقوا مذهبها، انطلق من نقطة البداية ليبلغ مراده، مصوّر وقنّاص صورة بارع عشقت انامله مداعبة الكاميرا ليلتقط اروع الصور، والتي أظهرت لنا في زواياها الكفاءة والابداع. للحديث عن فنه ورؤيته للصورة الفوتوغرافية، أجرت معه «الشعب» هذا الحوار.
 الشعب: كيف كانت بدايتك مع التصوير؟ ومتى ولجت إلى هذا العالم الجميل؟
 المصوّر الفوتوغرافي حمدي أيوب: أستطيع أن اقول انه منذ نعومة أظافري كانت لدي ميولات للإعجاب بالصور والألوان، ثم في مراحل غير متقدمة بدأت التصوير باستخدام كاميرا هاتف بسيط فقط، أي أن الصور تكون محدودة الجودة والألوان واللمسة الإبداعية أيضا، ثم في مراحل دراستي الثانوية كنت أعتمد على الهاتف أيضا لكن بإمكانيات تصوير أفضل، وفي الأعوام القليلة الماضية أي في عام 2017 بدأت التصوير باستخدام الكاميرا، وخطوة بخطوة بلغت مراحل متقدمة من الاحتراف في هذا المجال. ولازال طريق التعلم وإكتشاف أشياء جديدة أمامي باذن الله.
- هل تتابع أعمال كبار المصورين؟ وبمن تأثّرت منهم؟
 لا أتابع أعمال كبار المصورين أكثر من أنني أتابع أشخاصا موهوبين في هذا المجال، وتتبع طريقة تصويرهم للأشياء وكيفية تعديل الصور وأفكار وحيل بخصوص التصوير.
 ما المجال الفوتوغرافي الذي تركز عليه؟
 لا يهمّني مجالا معينا بقدر ما تشدني الأشياء الراسخة في ذاكرتي وعلاقتها بالبيئة الملونة حولي، أحاول دوماً ربط الذاكرة بالمحيط حيث يمتد المدى، كل شيء، صورة الطبيعة، صورة كل إنسان صورة فيها عاطفة، ذاكرتي الفوتوغرافية مبنية على صلة رحم قوية بيني وبين ما تتلقفه حواسي.
-  هل للإمكانيات المادية دور كبير في صناعة مصور محترف؟
هناك قاعدة في التصوير الفوتوغرافي تقول بأن «الصورة الجيدة الاحترافية لا تحتاج لكاميرا احترافية بقدر ما تحتاج مصورا محترفا»، صحيح أن للجانب المادي دور في صناعة صورة إحترافية ومصور محترف، لكن الأهم في ذلك هو كيفية التحكم في إستخدام الكاميرا وتسخير الظروف المحيطة لصالحك، فبأدوات وإمكانيات محدودة يمكن صناعة مصورة محترف وبالتالي إلتقاط صورة إبداعية إحترافية. الصورة الجميلة تحتاج إلى عين تدرك مكانها.
- هل ترى أن هناك هضم لحقوقكم كمصورين من الجهات الإعلامية؟
نعم بالفعل هناك تجاهل ملحوظ من الجهات الإعلامية للمصورين المتخصصين في محاور التصوير مثل تصوير الطبيعة والأماكن التراثية والسياحية والشخصيات وغيرها، لأن أغلب المواقع والجهات الإعلامية صارت تهتم بالجانب السياسي أكثر من الجوانب الأخرى، رغم أننا نحاول إظهار الجميل والتقاط الصور الإنسانية، وبث الأمل في نفوس المواطنين والتعريف ببلدنا أكثر والأشياء الجميلة فيه، لنظهر الجانب المشرق منه ونساعد على الخروج من الواقع الحقيقي المؤلم إلى واقع آخر.
- كيف تتوقّع المستقبل في مجال التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي عموما والجزائر بشكل خاص؟
التصوير بشكل عام في العالم العربي يشهد نهضة قوية والمصورون وصلوا إلى مستويات عالية، وبإمكاننا أن نلحظ ذلك من خلال منافستهم في المحافل الدولية وتحقيقهم أعلى المراكز. أما في الجزائر يتميز المصور الجزائري بذوقه العالي، وتميزه في مجالات التصوير بالأخص في تصوير الطبيعة وفي تصوير السفر فلدينا مصورون مبدعون جداً وجب علينا الافتخار بهم، لهم مؤهلات ومواصفات المصور المحترف.
-  مواصفات المصوّر الناجح؟
الشيء الأساسي هو يجب التحلي بالصبر وتكرار المحاولة أكثر من مرة لكي تستطيع التقاط صور جميلة احترافية.
- أشياء لا تزال ترغب في تحقيقها وتسعى إليها؟
كسب معدات كبرى خاصة بالتصوير والمشاركة في قنوات تلفزيونية وفتح محل (استوديو) كبير لتصوير الأفلام والبرامج الكبرى.
- ما هي نصيحتك لكل من يريد الخوض في هذه التجربة؟
 التصوير الفوتوغرافي إن صح القول بحر واسع من الإبداع، وللخوض فيه لا بد من صناعة الشغف أولا، والصبر على إتقانه ثانيا. طريق الاحتراف صعب لكن ليس مستحيلا، مع قليل من الصبر يمكن بلوغ مراحل متطورة في هذا الفن.
إلتقاط العديد من الصور ثم انتقاء أفضلها، التعلم من الأخطاء في كل مرة، و زيارة أماكن و مناطق مختلفة...هكذا تكون الإنطلاقة في هذا الفن، وتذكر دوما أن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأنا شخصيا لازلت في الخطوات الأولى ولازلت دائما أتعلم.