طباعة هذه الصفحة

اعتبروا روبورتاج ''فرانس ٢٤'' تطاول على الحقيقة

مدراء المتاحف ينددون بتشويه الموروث الثقافي

هدى حوحو

أهانت قناة «فرانس ٢٤» المتاحف الجزائرية، التي تعد الموروث الثقافي الذي يحدد الهوية الوطنية من خلال بث روبرتاج مصور بطريقة باهتة وإعطاء حقيقة مغايرة لواقع المتاحف في بلادنا بعنوان «في اكتشاف الجزائر».
ندد مدراء المتاحف الوطنية بالجزائر من التشويه الإعلامي الذي طال متاحفنا، موجهين أصابع الاتهام إلى الصحفيين الذين قاموا بطريقة غير احترافية بتصوير المتاحف على أنها مهجورة ولا تعرف إقبالا كبيرا وأن أسعارها باهضة وليست في متناول الجميع وأنها أيضا غير مجدية وهذا من خلال التوجه الى زائرين او ثلاثة فقط حاورهم الصحفي في إحدى المتاحف بالعاصمة وهو الأمر البعيد عن الاحترافية ومصداقية القناة بصفة خاصة.
وذكر المدراء من خلال الرسالة المفتوحة التي وجهت الى كل من رئيسة السمعي البصري الخارجي لفرنسا ومديرة تحرير قناة «فرانس ٢٤» السيدة نشيدة نقاد، تلقت «الشعب» نسخة منها، ان الامر مغاير تماما لما صوره هذا الروبرتاج خاصة وان القناة اقصت مدراء المتاحف والذين لهم الاولوية في اعطاء توضيحات عن ما يجري بمتاحفنا معتبرين ذلك رقابة «الغير مبررة» على القائمين على هذه الهيئات الثقافية الهامة ببلادنا. وذكر كل من مديرة المتحف الوطني للفنون التقليدية الشعبية السيدة عائشة عمامرة والسيدة فاطمة عزوق مديرة المتحف الوطني للباردو والسيدة دليلة اورفالي مديرة المتحف الوطني للفنون التشكيلية ومحمد جحيش مدير المتحف الوطني للفنون المعاصرة «ماما» وكذا السيد مصطفى بلكحل مدير المتحف الوطني للمنمنات ان الحقائق التي اظهرها الروبورتاج تشوه صورة المتاحف بالتاكيد على انها محرمة على طبقة الفقراء بالجزائر الذين يعيشون في وضعية اجتماعية مزرية وان زيارة المتاحف والتي تساهم في تحديد الهوية الوطنية غير معنية لهذه الفئة بلادنا، نظرا لغلاء اسعارها في حين اعتبر مدراء هذه المتاحف ان اسعار دخول المتاحف ببلادنا حدد بثمن رمزي «٢٠ دج» فقط وهو ثمن فنجان قهوة بالمقاهي في بلادنا.
من جهة اخرى تواصلت اهانات الموروث الثقافي الجزائري منها خاصة المتحف «الصرح» ماما حيث اكدت هذه القناة أن موقع هذا المتحف بقلب العاصمة جعل الزيارة لهذا المتحف بالصدفة، وتساءل هؤلاء المدراء ان كان نقص الوقت أو العمل الصحفي غير المنظم والمبني على الاعتباطية هو الاساس الذي انطلقت منه قناة «فرانس ٢٤» لتشويه صورة المتاحف وقلة الاقبال عليها بالجزائر.
وفضل مدراء هذه المتاحف من خلال ذات الرسالة اعتبار حصة «اكتشاف الجزائر» خطأ مهنيا وعدم احترافية لمراسلي هذه القناة وكونها تضليلا للمشاهد لاغراض تبقى مجهولة في هذه الظروف لا سيما ان الجزائر تحتفل بخمسينية الاستقلال والذكرى الـ ٥٨ لاندلاع ثورة التحرير المجيدة.