«ربيع الفنون» في طبعته الأولى بمعاتقة

متاحف فنية وفضاءات للإبداع على الهواء الطلق

تيزي وزو: نيليا - م

 عادت التّظاهرات الثقافية والفنية لتصنع أجمل صور الابداع في مختلف قرى تيزي وزو، التي تتنافس فيما بينها من أجل رسم فسيفساء للجمال، حيث تحولت أزقة وطرقات القرى إلى متاحف وفضاءات على الهواء الطلق، عرضت فيها أجمل الصناعات التقليدية والحرف اليدوية التي عادت بقوة إلى الساحة الثقافية من خلال الابداعات التي جادت بها أنامل النساء اللائي أبين أن تدفن هذه الموروثات الثقافية والتقليدية في زمن النسيان وتتموقع في خانة الذكريات.  

   قرية «ايغندوسن» بمعاتقة كانت على موعد مع الابداع الثقافي والفسيفساء الجمالية، من خلال تنظيمها للطبعة الأولى «ربيع الفنون»، الذي أخذت فكرة تنظيمه من المهرجان الدولي «احكي الفن»، الذي نظّم بتيزي وزو خلال السنوات الماضية، إلا أن أزمة كورونا حجبته عن الساحة، ليعيده «ربيع الفنون» في طبعته الأولى إلى الواجهة بمعالم أخرى، ولكنها اشتركت معه في جمع الفن والفنانين بمختلف الطبوع والألوان في رواق اختصر كل معاني الالتقاء وربط جسور الثقافة، التي تزخر وتتمتّع بها بلادنا لتعطي جمالا خلابا جعل منها قبلة للسياح من كل ربوع الوطن وخارجها.  
الحدث الثقافي الذي نظّمته قرية «ايغندوسن»،سيدوم على مدار 4 ايام انطلاقا من 23 جوان الجاري، خرج من أسوار القرية ليمد جسوره إلى مختلف ولايات الوطن التي حضر فنانوها بقوة، من خلال عرضهم لمختلف المتنوجات والحرف التقليدية، التي تميز كل منطقة عن أخرى، ليجتمع الشرق بالغرب، الشمال بالجنوب فاسحا المجال للثقافة التي تتحدث في كل ركن من أركان المعرض، ما زاد من روعة هذا الحدث الثقافي الذي أعاد الفرجة ونفض الغبار عن التحف التقليدية التي تفنّنت النساء في صنعها، خاصة الفخار الذي تشتهر به المنطقة واصطبغت بألوانه وأخرجها من النسيان، ليتحوّل من مجرد تحف مصنوعة من طين إلى تحف تحاكي التاريخ عبر العصور، وأشعار تحكي قصص نساء عبّرن عن مكنوناتهن عبر رموز مرسومة على الفخار لإيصال رسائلهن والتعبير عن مشاعرهن، في وقت لا يسمح للمرأة فيه التعبير عن مشاعرها.  
الجبة القبائلية، الزاربي بمختلف ألوانها وأشكالها، الفضة، الحرف التقليدية كلها صور ابداعية زادت من جمال القرية، التي تلوّنت واصطبغت بألوان الربيع في عز الصيف، ما أضفى عليها نسمة من هواء الثقافة التي ترك لها الحديث، فلا شيء آخر يتحدّث غير الثقافة والابداع.  
قرية «ايغندوسن» امتزج نهارها بليلها، وليلها بنهارها، فاسحا المجال للفرق الموسيقية التي تتداول على إدخال الفرحة في نفوس الزائرين، الذين استقطبهم هذا الحدث الثقافي، وغير من الروتين اليومي الذي يعيشه سكان المنطقة، وحتى المناطق المجاورة، لتتحول القرية إلى وجهة سياحية بامتياز  خاصة في السهرات الليلية، أين يكون الحضور على موعد مع الابداعات الموسيقية التي تجيد بها مختلف الفرق الموسيقية المعروفة بطبوعها الشعبية، والتي حضرت من 12 ولاية، شاركت في إنجاح هذه الطبعة الاولى لـ»ربيع الفنون» على غرار ولايات الجنوب «غرداية»، إلى جانب كل من تلمسان، البليدة، الجزائر، الأغواط وسيدي بلعباس، ناهيك عن مختلف الفرق الموسيقية من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو.
الطّبعة الأولى لـ «ربيع الفنون» يعتبر خطوة أولى للتحضير لمهرجان الفخار، الذي ستنظّمه المنطقة خلال شهر جويلية المقبل، والذي اشتهرت به لعدّة سنوات ولكنه حجب بسبب الأزمة الصحية، إلا أنه قد تقرّر تنظيمه هذه السنة من أجل إعادة الفخار إلى الواجهة، ونفض الغبار عن تلك التحف الابداعية الرائعة وإخراجها من دائرة النسيان، كما تعتبر الطبعة الأولى لمسة جمال أضيفت للقرية التي ستشارك في مسابقة أجمل وأنظف قرية التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو، وتتنافس فيها جميع القرى على افتكاك جائزتها والتربع على عرش الجمال والنظافة بتيزي وزو، لتتحوّل فيما بعد إلى وجهة سياحية تستقطب السياح من داخل وخارج الوطن، وتعزّز السياحة في بلادنا.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024