على خطوات بن خلوف والشّاعر شويحة

أمينة أحمد موهبة صاعدة برصيد مميّز في الملحون

أمينة جابالله

  استلهمت الشابة الفتية شاعرة الملحون أمينة أحمد، موهبتها الأدبية من روح جد والدها صاحب الأبيات الشهيرة في الحقبة الاستعمارية شويحة علي، المدعو بن بخبخ والشاعر المنفي إلى سجن «كايان»، ومن سيدي لخضر بن خلوف، المعروف بأمير المرابطين ومؤلف القصائد الصوفية بمنطقة الظهرة، والملقب بالأسطورة التي بقيت أكثر من 100 سنة في مدح سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، حيث أصبحت قصائده بعد ذلك منبعا فيّاضا لكل الفنانين سواء في الطابع الأندلسي أو الشعبي، وكيف لا وهو ضريح الولي الصالح، الذي ما يزال لغاية اليوم يستقبل العديد من الزوار، يقصدونه من كل مكان، ويخلّدون ذكراه من خلال قصائده التي بقيت حيّة رغم مرور عدة قرون عن رحيله.
 من مبادئ قصائد الزجل الشعبي المعروف في الجزائر بالشعر الملحون، تمكّنت مؤخرا أمينة أحمد من توظيف ما جادت به قريحتها في ديوان حمل باكورة أعمالها التي سبق ونشرت لأول مرة منها قصيدة «الوصاية» في جريدة «الشعب» عبر صفحة «فوانيس»، التي تعنى بنشر الأعمال الأدبية الإبداعية.
تمّ اكتشاف موهبة أمينة أحمد من طرف أستاذتها، وذلك أثناء مزاولة دراستها في متوسطة الشهيد محمد الصديق بن يحيى التي نالت عدة جوائز بها، منها ما كان خلال مشاركتها في الايام الثقافية التي كانت تبرمجها ذات المؤسسة التربوية، وإلى جانب استمرارها في رحلة التدوين تحصّلت على بكالوريا آداب ولغات أجنبية بامتياز لتلتحق بجامعة يوسف بن خدة بكلية الآداب واللغات قسم الترجمة، وتزوّد من رصيدها العلمي وتتخرّج بشهادة أخرى، وهذه المرة بليسانس في الترجمة الكتابية.                                              
ففي الوقت الذي كانت تجمع فيه أمينة أعمال ديوانها الموثق في وقت قريب من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والمتضمّن لـ 33 عنوانا أطلّ من خلاله قلمها بمواضيع اجتماعية تحاكي الواقع المعاش، حيث تكاد تخلو منه روح الخيال الذي تعودنا عليها في بعص الإصدارات والدواوين الشعرية.
وشغلت أمينة مناصب مختلفة أولها مستخلفة استاذة اللغة الفرنسية في الطور الابتدائي، ثم منشطة بدار الشباب، وبعدها متصرفة إدارية في شركة الأرصاد الجوية، لتستقيل من منصبها بغية اكمال دراستها والتفرغ لمساعدة الوالدين.
ويعتبر تحقيق حلمها في رؤية نتيجة نبض قلمها يتجسد هذا العام 2022 في ديوان للشعر الملحون هو بمثابة إنجاز، حيث جاء كفيض من الأمل بعد معاناتها على غرار المعمورة من جائحة كورونا التي حصدت الأرواح، وخلّفت العديد من الذكريات الأليمة في نفوس من كتب الله لهم النجاة، فحينها أُجبرت الموهوبة الشابة على الاستسلام للعارض الصحي، وبالتالي توقفت كل مشاريعها في 2020، وقررت إثرها تغيير مجال تخصصها لتكون أكثر نفعا في العائلة والمجتمع وذلك بتلقي دروس مساعد طبي سنة 2022، ومع أنها ما زالت تعاني من البطالة إلا أنها فضلت أن تكون وفيّة لإرادة قلمها الذي رافقها في أيامها العصيبة، وما زال صديقها الوحيد في ظل ما بعد كورونا، على أمل أن تكثف من كتابة القصائد مستقبلا، ولسان حالها يقول في مقدّمة ديوانها الأول أبيات شعرية بعنوان «كتابي الجديد» جاء في مطلعها:
باسم الله يا لغفار
هدي موهبة جدودي لحرار
من صغري نكتب اشعار
انقطعت واليوم صارت أمطار
كتابي الجديد
هو المولود
عندي حبابات
عليه شهود
سميتو الشعر
الشعر الملحون
هبة إله الكون
لقلبي المكنون
باركو يا الله من ثم الوالدين
ومن بالإسلام يآمن ويدين
أصدق قول كلام منقول بخط اليدين

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024