ينظمها «فاعلون» الجزائري و«إنسانيات» الفلسطينية

«ذاكرة المقاومة».. ندوة علمية تحتفي بعيد الاستقلال

أسامة إ.

 

 

 

 بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال، ينظم مركز «فاعلون» للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجزائر، بالتعاون مع رابطة الأنثروبولوجيين الفلسطينيين «إنسانيات»، ندوة تحت عنوان: «ذاكرة المقاومة»، وذلك بمشاركة باحثات وباحثين من الجزائر، وفلسطين، وسوريا، يعالجون مواضيع منها وقفات من ذاكرة المجاهدات الجزائريات، ويوميات الثوار من خلال صحافة الثورة التحريرية، وذاكرة المقاومة في الجولان المحتل، والذاكرة والاستعمار الاستيطاني في فلسطين.

كشف الدكتور مبروك بوطقوقة، المشرف العام على مركز «فاعلون» للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجزائر، أن هذا الأخير ينظم ندوة افتراضية تحت عنوان: «ذاكرة المقاومة». وأكد بوطقوقة لـ»الشعب»، أن هذه الندوة التي تحتفي بالذكرى الستين للاستقلال، هي ثمرة تعاون مع رابطة الأنثروبولوجيين الفلسطينيين «إنسانيات»، وستعرف مشاركة باحثات وباحثين من الجزائر، وفلسطين، وسوريا، يقدمون مداخلاتهم عبر منصة «زووم»، يوم الخامس جويلية على الساعة السادسة بتوقيت الجزائر، الثامنة مساءً بتوقيت فلسطين.
وبحسب ذات المصدر، فإن من المشاركين في الندوة، د.حورية جيلالي؛ المؤرخة والأستاذة الباحثة بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (CRASC) بوهران، التي ستقدم مداخلة عنوانها: «صور ووقفات من ذاكرة المجاهدات الجزائريات خلال الثورة المسلحة: تضحيات ومشاعر».
وتسلط الباحثة الضوء على جوانب من نضالات المرأة الجزائرية خلال ثورة التحرير المظفرة، مركزة على التغيير الذي نجم عن المشاركة الواسعة للمرأة بالثورة ـــ مع التركيز على القطاع الوهراني الذي خصته بالدراسة ـــ بالإشارة إلى شهادات مجاهدات تحاول الباحثة من خلالها إبراز يوميات المرأة الجزائرية في الجبال وساحات المعارك، بالإشارة إلى مواقف عاشتها المرأة وأثرت بذاكرتها.
من جهته، يشارك د.مولود قرين بمداخلة عنوانها «يوميات الثوار من خلال صحافة الثورة التحريرية». والدكتور قرين أستاذ محاضر في التاريخ المعاصر بجامعة المدية، وباحث له العديد من المساهمات العلمية في كتب ومجلات عن الفترة الاستعمارية في الجزائر، آخرها كتاب «النخبة الجزائرية: مرجعيات، تيارات، مواقف واهتمامات».. ويركز الباحث في مداخلته على تاريخ الثورة التحريرية بجزئياته المتعلقة بيوميات المجاهدين الثوار في ثكناتهم بالجبال، والتي لم تعرها الأبحاث اهتماماً كافياً كالاهتمام الذي أولته للجوانب السياسية والعسكرية.
 حيث اعتمدت الدراسة على تحليل مضمون صحافة الثورة، وبشكل خاص جريدتي «المقاومة» و»المجاهد»، على غرار المقال المطول الذي نشره أحد الصحفيين الفرنسيين في «المجاهد»، وتطرق فيه بالتفصيل إلى الحياة اليومية لجيش التحرير الوطني، مركزاً على نمط عيشهم، وعلى أخلاقهم العالية فيما بينهم، وكذلك مع العدو (خاصة الأسرى)، وغيرها من مظاهر الحياة اليومية.
أما د.منير فخر الدين؛ فهو أستاذ بقسم الفلسفة والدراسات الثقافية وعميد كلية الآداب في جامعة بيرزيت بفلسطين، وباحث بالتاريخ والدراسات الشرق أوسطية والإسلامية، وله عدد من الدراسات المنشورة حول سياسة الأراضي للاستعمار البريطاني في فلسطين، إضافة إلى مشاركات في تحرير كتب حول القضية الفلسطينية.
ويستعرض الباحث في مداخلته «ذاكرة المقاومة في الجولان المحتل»، يستعرض حالة الاستعمار والمقاومة في الجولان السوري المحتل. ففي العام 1967 توسع الاحتلال الصهيوني نحو مرتفعات الجولان، ذات الطبيعة والطوبوغرافيا المتفردة، لينفذ بذلك عملية تطهير عرقي واسعة لأكثر من 130 ألف مواطن سوري، وينتج الجولان كـ»أرض فارغة» للاستيطان. ولم يُبقِ الاحتلال إلا على مجموعة صغيرة من الأهالي في شمال الجولان، لا يتجاوز عددها بضعة آلاف في ستة قرى جبلية. في البدء، فرضت السياسة التوسعية هوية إثنية تجزيئية على الجماعة المتبقية، مستفيدة من تراث استشراقي متجذر حول «الفسيفساء» الإثنية والطائفية في المشرق العربي. إلا أن الكيان الاستيطاني سرعان ما تفاجأ بنشأة هوية مقاومة أعادت نسج الرابطة المبتورة مع الوطن السوري والأمة العربية. وهنا يتساءل الباحث: «ما الذي مكّن نشأة هذه الهوية؟» محاولا في مداخلته فهم موضوع الهوية ونشأتها كحقل رمزي مقاوم، وأهمية الذاكرة التاريخية ونسج سردية حول الماضي توجّه المشاعر السياسية نحو الحاضر.
فيما يقترح د.علاء العزة؛ الأستاذ المساعد في الأنثروبولوجيا الثقافية، ورئيس دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية بجامعة بيرزيت، يقترح مداخلة حول «الذاكرة والتخليد والاستعمار الاستيطاني في فلسطين». ويبحث العزة ويكتب في دراسات الذاكرة وتحديداً الذاكرة الفلسطينية، وما حولها من تنقيب حول أسئلة كالتاريخ، والحنين، والهيمنة، وله عدة كتابات وأبحاث أكاديمية، كما أنه عضو في أكثر من مؤسسة بحثية محلية وعالمية.
للتذكير، فإن مركز «فاعلون» للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية، مؤسسة علمية جزائرية ذات طابع غير ربحي، تهدف إلى «نشر المعرفة الأنثروبولوجية، وتعزيز البحث فيها وفي باقي العلوم الانسانية والاجتماعية، وتشجيع الدراسات والبحوث العلمية، وتنشيط حركة الكتابة والإسهام في إثراء المكتبات بالدراسات والبحوث العلمية...» وللمركز أنشطة مختلفة، منها تنظيم مؤتمرات وندوات محلية ودولية، وورشات عمل ودورات تدريبية، ومحاضرات ومسابقات ورحلات علمية، وتحرير المجلات والدوريات ونشر الكتب والرسائل الإخبارية والتقارير، وتقديم الاستشارات وإجراء الأبحاث والدراسات الميدانية، وإقامة روابط التعاون والشراكة مع المؤسسات العلمية داخل الوطن وخارجه.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024