طباعة هذه الصفحة

الأستاذ والناقد عمار يزلي لـ ”الشعب”:

هي أسلوب أدبي مقترن بشخصية الكاتب

رابح سلطاني

يقول الأستاذ والناقد بجامعة وهران عمار يزلي، بأنّه ليس هناك ما يسمى بـ«أدب ساخر” كجنس أدبي، على اعتبار أنّ هذا يقتضي وجود في المقابل أدب “غير ساخر”، وهذا ـ حسبه ـ غير ممكن، مشيرا إلى أنّ هناك “أدب” وفقط، بحيث يمكن القول إنّ هناك “أدباء ساخرون”، أو “كتّاب ساخرون” أو “كتابة ساخرة” أو” أسلوب أدبي ساخر”.
يرى عمار يزلي أنّ السخرية في الأدب، رواية كانت أم قصة أم شعرا، لا تعطيه ميزة نمطية تميّزه عن بقية الأنماط الأدبية، حتى يصبح نوعا أو صنفا أو حتى جنسا أدبيا، إنّما هو مجرد “لون أدبي”، يتجلّى في الطابع السّاخر الذي لوّن به هذا الشكل الإبداعي، وهو مرتبط بالمبدع في الأصل، فالسخرية وفق هذا المنطلق، في نظر المتحدّث مرتبطة بطبيعة الأديب وأسلوبه في الكتابة وبنمط تفكيره وطبيعة شخصيته ولونها، ليقول “قد يكون الأديب مرحا، ضاحكا هزليا، ساخرا في الأصل في حياته اليومية، وهو ما يؤثر على كتابته الإبداعية، لأنّها جزء من حياته”.
ويضيف يزلي لـ«الشعب” بأنّه ليس بالضرورة وليس تلقائيا أن يكون الأديب والمبدع السّاخر بالأصل، من حيث سلوكه وحياته وطبيعته السيكولوجية، ساخرا، فقد يكون في غاية الجدية وحتى الغلظة والعنف والوصف المريع في أعماله تكون مرتبطة بالشخصية، شخصية المبدع والكاتب: كيف يرى الكتابة والمجتمع، ما موقفه ممّا يجري حوله ومن القضايا التي يراد معالجتها أو تناولها، المسائل الإنسانية التي طبعته وأثرت فيه وألهمته.
واعتبر ذات المتحدّث “الكتابة الأدبية السّاخرة” على وجه الدقّة، وفق رؤيته، “هي كلّ تلك المواضيع التي تحيط بنا وتؤثر فينا وفي أنفسنا وذواتنا كبشر وكفاعلين اجتماعيين، غير أنّ ما يجلب السخرية في العادة، هي المفارقة التي تدفع أحيانا إلى السخرية ولا شيء آخر يمكن أن يصوّرها أو يعبر عنها كما يعبّر عنها النصّ السّاخر، قصّة أو نصّ أو فقرة أو مشهد في قصّة أو رواية”، ليضيف “المفارقة هي التي تدفع إلى انتهاج الأسلوب السّاخر لتصوير هذا العبث الذي يُرى حولنا دون أن يقال له كذلك، أحيانا يعيش الأديب والإنسان معا، كإنسان وكمفكر وكمبدع، أيّ معيد لتشكيل العالم من حوله بناء على قواعد انضباط معيارية لديه”.
وأشار في الأخير إلى أنّ الأسلوب السّاخر يعمل على قلب المقلوب رأسا على عقب، لكن بنبرة ومسحة ساخرة، ضاحكة مستهزئة، تكون متهكّمة من أجل إعادة البناء “بناء الفوضى المعيارية بشكل عام”.