توّجت جمعية “تيغري امزقون” أو “نداء المسرح” من ولاية تيزي وزو بجائزة بن قطاف الكبرى عن مسرحيتها “يوغرطة” التي شاركت بها في التظاهرة الفنية الوطنية بولاية النعامة “أيام بن قطاف المسرحية” بمناسبة الذكرى 11 لرحيل هذا الفنان”، حيث جسّدت هذه المسرحية تاريخ الملك يوغرطة، والمقاومات والمعارك التي خاضها ضدّ الرومان.
أسدل الستار على تظاهرة “أيام بن قطاف المسرحية” بتتويج جمعية “تيغري أمزقون” من تيزي وزو بجائزة بن قطاف الكبرى، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم، أو جائزة التميّز والإبداع الفني مناصفة بين كلّ من مسرحيتي “الخيش والخياشة” لجمعية قطار الفن لولاية وهران، و«الحافلة” لجمعية كارلو الثقافية لولاية سطيف، وذلك بعد التنافس الشديد بين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية التي دامت خمسة أيام كاملة، استمتع من خلالها جمهور النعامة بعروض مسرحية راقية وهادفة.
التظاهرة الثقافية الفنية، والتي نظّمها المسرح الجهوي امحمد بن قطاف لولاية النعامة بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية عبد الحميد بن باديس، في الفترة الممتدّة من 25 إلى 29 جانفي 2025 في طبعتها الأولى، تعدّ من أبرز الفعّاليات الفنية المسرحية في المنطقة، حيث تهدف إلى تجديد الرؤية الفنية حول مسار المسرح الجزائري بالحفاظ على الموروث التاريخي الفني، ومواكبة المستجدّات من منطلق أنّ المسرح هو مرآة المجتمع.
كما تزامنت هذه التظاهرة الفنية مع تنظيم الملتقى الوطني الفكري الموسوم بـ«النصّ المسرحي، الفنان والجمهور” الذي نظّمته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “عبد الحميد بن باديس” بالتعاون مع المسرح الجهوي “امحمد بن قطاف” تناول من خلاله المختصّون من جامعات وهران، مستغانم والنعامة عدّة محاور تخصّ الدراما الفنية، منها طرح إشكاليات وتساؤلات حول الهوس الواقع في الدراما الجزائرية، وكيف يستلهم الدراميون هذه الموضوعات وهذه التيمات، إضافة إلى النصّ الدرامي الجزائري في فترة ما بعد البعديات والنصّ الدرامي العالمي، والنصّ الدرامي المسرحي المقتبس من الموروث الشعبي الثقافي إلى عوامل الدراما وما بعد الدراما..إلى جانب “قراءة في نصوص امحمد بن قطاف وإيقاعاته، ثلاثية النصّ المسرحي (الفنان، الجمهور، الفعل اللفظي بين المؤدّي والمتلقّي)، ليسدل الستار بتكريم المشاركين في هذه التظاهرة الفنية الناجحة بشهادة معظم المشاركين، والخروج بجملة من التوصيات تمحورت حول تعزيز التبادل الفكري والثقافي، والعمل على النهوض بالفن السابع والذي يحمل رسالة هامّة لهذا المجتمع.