طباعة هذه الصفحة

الرّوائــــي الطيب صياد لـ “الشعب”:

السّيرة الذّاتية توثيق والرّواية تخييل

أمينة جابالله

 

 قال الرّوائي الطيب صياد، إنّ الباحثين يدرسون في الأدب عدة مستويات تتقاطع وتتباعد في مجال المتن الروائي من أهمها مصطلح “السيرة” و«السيرة الذاتية” و«السيرة الروائية” و«الرواية السيرية”، وأصل هذه المستويات ومبدؤها هو مصطلح “السيرة” الذي له امتداد عميق في أدبيات التراث العربي الإسلامي.


 أفاد الطيب صياد في تصريح لـ “الشعب”، بأنّ السيرة الذاتية هي ببساطة تدوين الكاتب لمجريات حياته بموضوعية من حيث المعلومات والحوادث، على أن يكون حرا في استخدام أي أسلوب يشاء سواء الأسلوب التوثيقي أو الأسلوب الأدبي، حيث يمكنه أن يعرض سيرته بطابع أدبي دون المساس بحقائق التوثيق الخاصة بحياته.
وأضاف المتحدّث: “يمكننا مما سبق أن نفهم أن هناك مشكلة حين نربط بين مصطلح السيرة وبين الرواية، لأن الرواية أساسها العمل التخييلي، بينما السيرة أساسها هو العمل التوثيقي”، وقال “كيف تكون هناك سيرة ذاتية روائية أو رواية سيرية؟ أظن هذا نوعا من تغليب العمل الخيالي على التاريخي (وهنا نستذكر المصطلح الإشكالي الآخر: رواية تاريخية!) فالرواية بحكم أنها جنس أدبي يبتلع كل ما حوله؛ استطاعت عبر تجارب الأدباء أن تُطوِّع أدوات السيرة لتجعل منها خادما لبنية الرواية الأدبية”.
وفي حديثه عن تجلي السيرة الذاتية في المتن الجزائري، استعرض صياد أسماء أدبية وازنة كان لها الفضل في إتحاف القارئ بفن السيرة الذاتية، منهم يقول “رمضان حمود الذي كتب أول نص من هذا اللون الأدبي بعنوان “الفتى” في وقت باكر جدا من القرن الماضي سنة 1929، وكتب عبد المجيد الشافعي “ذكريات من بعيد”، إضافة إلى الشيخ البشير الإبراهيمي؛ والأديب الراحل عمار بلحسن أحد أبرز من كتب في السيرة الروائية في “يوميات الوجع” 1993، ومعه الأديب العبقري واللغوي الكبير عبد المالك مرتاض في كتابَيْه “الحفر في تجاعيد الذاكرة” 2003، و«ما بقي من نعومة الذاكرة” 2006، ولا يمكننا أن ننسى هنا الأديبة زهور ونيسي وكتابها الفريد “عِبَر الزهور والأشواك”.