ترى الدكتورة والإعلامية رشيدة براهيمي أن الإعلام الجزائري يُقدم للملتقي مادة إعلامية ثقافية مائزة بكل المقاييس، بالرغم من التطور التكنولوجي الذي تعيشه المعمورة، مشيرة إلى أن السباق ما يزال على عهده في تغطية مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية الهادفة بكل دقة وموضوعية، كما أكدت بأن هذا المجهود المبذول لهو الرهان الذي دائما نعلّق عليه آمالنا في كل سانحة نقف فيها مجندين خلال اليوم العالمي للصحافة.
تقول الدكتورة براهيمي في تصريح لـ«الشعب” إنه “لا يمكن أن نعرّج عن المجال الثقافي بدون أن نشيد بالدور الذي لازالت تلعبه الجرائد اليومية في المساهمة في تقديم مادة إعلامية ثقافية مائة بالمائة، تفننت في نسج مواضيعها أقلام مخضرمة بمعية أسماء سيكون لها شأن عظيم لاسيما المساهمات القيمة لأساتذة ينشطون في مختلف حقول الثقافة من أدب وشعر وفلسفة ورؤى استشرافية لواقع المثقف وتحركاته”.
وخصصت براهيمي - في هذا المقام - حديثها عن الإعلام المسموع وبالضبط “الإذاعة الجزائرية”، حيث أفادت بأن هذه الأخيرة وبمختلف قنواتها، حاولت الاهتمام أكثر بالثقافة وتغيير الصورة النمطية التي دأب على معايشتها المستمع الجزائري عبر التراب الوطني، إضافة إلى الإذاعة الثقافية “التي تعمل منذ تأسيسها على ترتيب أجندة ثقافية وتقديم باقة برامج تُشبع نهم المستمع وتروي عطشه إلى ثقافة بلاده، فاختلفت وتنوّعت البرامج لتهتم بالشعر والأدب بصفة عامة، وبالمسرح والسينما والمهرجانات الثقافية والتراثية التي تقام هنا وهناك”..
وتضيف براهيمي: “لا ينكر إلا جاحد الدور الكبير الذي تلعبه الإذاعة الثقافية، في تثقيف الناس وتقريبهم من هذا العالم الجميل، الذي يعبّر عن حضارة زاخرة لبلادنا تتنوّع بحسب الجهات الأربع للوطن، ولا تزال تعمل جاهدة على جعل الناس يهتمون أكثر بثقافتهم ويتعرفون على المخزون الكبير الذي ننعم به”.
وفي حديثها عن دور وسائل الإعلام الثقيلة في تسليط الضوء على المشهد الثقافي بالجزائر، قالت براهيمي “إن بينها ما يفتقد إلى برامج ثقافية دائمة تشد انتباه المشاهد إليها”، لتتابع، بأنه “لا توجد برامج ثقافية ثابتة في الشبكة البرامجية لمختلف القنوات، بل هي برامج مناسباتية مرتبطة بأحداث معينة، ينتهي الحديث عنها بمجرد انتهاء الحدث الثقافي”.
وفيما يخص توظيف الوسائط التكنولوجية الحديثة لصناعة إعلام قادر على تعزيز الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع، ذكرت براهيمي بأن وسائل التكنولوجيا الحديثة فتحت الأبواب على مصراعيها “لأي شخص كان أن يصبح صحفيا بالمعنى الذي يراه هو نفسه، إذ أصبح كل من يملك هاتفا، يصوّر ويكتب ما يشاء عند حضوره لأي نشاط ثقافي في منطقته أو مدينته محاولا التعريف بالنشاط، باعثا رسالة أمل أن الثقافة هنا بخير”.
وتضيف: “لو عدنا إلى مهرجان سينما البحر المتوسط في عنابة، نجد أن كثيرين كتبوا عنه وصوروا أحداثه ونشروا ما يفسح المجال لمن هم خارج المدينة معرفة تفاصيل أكثر عن التظاهرة، فتكون منشورات هذا المواطن مرافقة لبرامج ومراسلات الصحفيين لقنواتهم الإذاعية أو التلفزيونية”، وقالت أيضا “كذلك الأمر بالنسبة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، حيث استمتع المهتم بالشأن السينمائي والفني بمجريات الفعالية الفنية، بفضل ما قدّمته وسائل التكنولوجيا الحديثة، التي كانت تكمل عمل التلفزيونات صوتا وصورة، وما كان يبحث عنه المشاهد”.
وترى المتحدثة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة يمكنها توفير مادة إعلامية تخدم الثقافة في الجزائر مهما كانت النقائص والسلبيات، حيث أنها تساهم في التعريف والتدوين لمثل هذه النشاطات”..