شارك خبراء ومهندسو قطاع الثّقافة والفنون من خلال مؤسساته المختصة تحت الوصاية، في المهمّة الميدانية الثانية التي نُظِّمت بمدينة برلين بألمانيا والخاصة ببرنامج الاتحاد من أجل المتوسط حول التراث العمراني ومهارات البناء التقليدية، وذلك نهاية الأسبوع الثاني من شهر ماي الحالي.
وقد مثّل وزارة الثقافة والفنون في هذه التظاهرة كل من المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين، الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة، المدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية وديوان حماية وادي ميزاب وترقيته، حسب ما جاء في بيان لوزارة الثقافة والفنونوخلال هذه الزيارة، شكّلت مدينة برلين منصة لتبادل الخبرات بين وفود الدول الأعضاء، حيث عرضت كل بعثة وطنية أفكارًا ومخططات مدروسة لمبادرات تكوين مهني تتماشى مع خصوصيات بلدانها في مجال تقنيات البناء التقليدي.
وتضمّنت الزيارة جولة ميدانية إلى المركز الأوروبي للتكوين في البناء بالطين، حيث قُدِّم عرض شامل حول أنشطة المركز، تلاه نقاش مفتوح مع مسؤولي المؤسسة، ثم جولة موجهة في مرافق المركز. وفي نفس اليوم، عُقد الاجتماع الأول في Wangelin، وقدّم الوفد الجزائري عرضًا مفصلاً حول آليات اعتماد البرامج والدورات التكوينية المتعلقة بمهارات البناء التقليدي، التي يشرف عليها المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين، وذلك في إطار الرؤية التي تقودها وزارة الثقافة والفنون لتعزيز المعارف والحرف التقليدية في مجال البناء والحفاظ على التراث، مع اقتراح برنامج يهدف إلى إشراك الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة والمدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية.
كما تمّ تنظيم لقاء بالمناسبة في مخبر البناء الطبيعي بجامعة التقنية ببرلين (Natural Building Lab – TUB)، حيث نوقشت سبل التعاون وتطوير آليات التكوين وتبادل الخبرات بين خبراء الدول الأعضاء، مع التركيز على التجارب المحلية في دمج المهارات التقليدية ضمن مسارات التكوين المهني المستدام.
تعكس هذه المشاركة التزام الجزائر بتثمين تراثها المعماري التقليدي، وتعزيز الكفاءات الوطنية في مجال البناء بالطين والحفاظ على التراث الثقافي المبني، في إطار شراكة متوسطية فعالة ومستدامة.