نظمت المكتبة الوطنية الجزائرية (الحامة)، أمس الأول، معرضا وثائقيا بمناسبة يوم إفريقيا العالمي المصادف لـ25 ماي من كل عام، أتاح الفرصة لزواره للتعرف على معالم القارة السمراء، من خلال التعرف على مرتكزاتها الثقافية والفنية والتاريخية.
وقالت رئيسة قسم الإيداع القانوني، نادية دحمان، لـ«الشعب”، إن هذا المعرض “يعكس رمزية اليوم العالمي لأفريقيا، باعتبارها مناسبة مهمة تسلط الضوء على تاريخ القارة وتنوّع ثقافاتها واحتياجاتها الحالية والمستقبلية، ولاسيما محاولة تعزيز الوعي حول التحدّيات التي تواجهها الدول الأفريقية، وكذلك الفرص المتاحة للنمو والتنمية”.
كما يأتي تنظيم المعرض الوثائقي من طرف المكتبة الوطنية الجزائرية بهذه المناسبة ـ تقول المتحدثة ـ ليكون منصة مثالية لنشر المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة.
وفي السياق، أفادت دحمان بأن المعرض “يعكس جهودًا كبيرة لجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بتاريخ إفريقيا، بحيث يستعرض التاريخ الإفريقي من فترات ما قبل الاستعمار إلى الحقبة الحالية”، وأضافت: “التركيز على الأحداث الهامة التي شكلت العمارة الاجتماعية والسياسية للقارة”، ومن زاوية أخرى يسعى المعرض ـ بحسب المتحدثة ـ إلى تقديم صورة شاملة للأحداث التاريخية، مثل محاربة الاستعمار والنضال من أجل الاستقلال، مع تقديم السياق الضروري لفهم الظروف الحالية.
وأشارت، محدثتنا إلى ما يقدمه المعرض من فرصة للتعرف على التنوّع الثقافي والفني في أفريقيا. وذلك من خلال “الوثائق، الكتب، الرسائل الجامعية، الخرائط، أرشيف إعلامي (جرائد ومجلات)، والأشرطة السمعية مزدوجة الأحجام”.
وأضافت أن الزائر يمكن أن يكتشف الثراء الأدبي الذي تزخر به الدول الإفريقية، من قصص وأساطير وأشعار وأمثال وحكم خلدتها الشخوص الملهمة، كما أن الزائر يمكنه الاستمتاع بمختلف أنماط التراث اللامادي بما في ذلك الفنون، الموسيقى، الغناء، الأهازيج، الرقصات الفلكلورية، إضافة إلى ما يتصل بها من حرف تقليدية تتميز بها المنتوجات الأفريقية دون غيرها من سائر دول القارات.
وقالت: “إن الأوعية التي تم استغلالها في المعرض تعكس الهوية الثقافية والتجارب الجماعية للشعوب، فعلى سبيل المثال من خلال الفنون، نستطيع أن نرى كيف تعبر المجتمعات عن نفسها وتتناقل قيمها من جيل إلى جيل.
هذا التنوّع يعد ثروة حقيقية يمكن أن تساهم في تعزيز الفهم المتبادل والتعاون بين الدول”.
وفي ما يتعلق بالكتب التي يحتضنها المعرض إلى غاية 31 ماي الجاري، ذكرت المتحدثة، بأنها ترتكز على القضايا المعاصرة التي تواجه أفريقيا. من التغير المناخي إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما استعراض كيفية مواجهتها من قبل دول القارة، مشيرة لما تتطرق إليه تلك الاصدارات وبلغات ثلاث عربية، انجليزية، وفرنسية،.. من دراسة حالة لبرامج التنمية المستدامة والمبادرات التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتعزيز المشاركة المجتمعية ودعم حقوق الإنسان..
وبحسب ذات المسؤولة، فإن المعرض الوثائقي حول اليوم العالمي لأفريقيا، يعدّ أداة فعّالة لتعزيز الوعي والمعرفة حول القارة. من خلال تسليط الضوء على التاريخ والثقافة والقضايا المعاصرة، كما يهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل والدعوة إلى العمل المشترك لتحسين الظروف في أفريقيا.
وفي الختام، أكدت نادية دحمان رئيسة قسم الإيداع القانوني والمطبوعات الدورية والمنظمات الدولية، بأن يوم أفريقيا العالمي، يمثل فرصة للنظر إلى الوراء والتأمل في التقدّم الذي أحرزته الدول الأفريقية “ولكن أيضًا للنظر إلى الأمام، حيث تتجلى آمال الشعوب الأفريقية في تحقيق مستقبل أفضل، من خلال التماس الوحدة، التعاون، والتزام الدول الأفريقية بإحداث تغيير إيجابي، بحيث يمكن للقارة أن تستعيد مكانتها التاريخية كمركز للثروة والثقافة على مستوى العالم، وذلك على غرار ما يمثله هذا اليوم من تذكير بأهمية دعم التنوّع والتعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع”.