الفنان المسرحي أيمن مراح

تحـــدّي اليـــوم.. تقبُّل الممثلـــين الشبـاب والتكويــن..

حمزة لموشي

يرى الممثل المسرحي الشاب أيمن مراح من ولاية باتنة، في تصريح لـ«الشعب”، أنّ الواقع المسرحي بالجزائر اليوم يتميز برغبة الشباب القصوى في الدخول لهذا المجال، رغم نقص التكوين الذي يُعتبر هاجسا لهم في ظل غياب الفُرص خاصة الأكاديمي منه ببعض جامعات الوطن التي يقتصر فيها التكوين على الجانب النظري مع إهمال جانب التطبيق والتمثيل.

أشار أيمن مراح، أنه من ناحية كمية الإنتاج، هنالك العديد من الانتاجات، ومن جانب النوعية نجد محاولات جيدة للشباب رغم الصراع بين الجيل الجديد الحالي والقديم وبين العصاميين والأكاديميين من جهة أُخرى، وهو ما أثّر على الطالب الجامعي المحب للمسرح بشكل سلبي، كذلك خوف الطلبة والشباب من الولوج في المجال دون احترافية تمكنهم من النجاح والتألق، “لأن تشجيع الممثلين الشباب في مسارحنا غائب عن الساحة الفنية حاليا وهنالك فوارق كبيرة بين المستويات وعدم وُجود سُلم يستطيع الشباب تسلقه”.
 وبخصوص رفع مُستوى المسرح دعا محدثنا الجهات المعنية إلى التركيز على التكوين وبناء مسارح تجريبية وتعليمية، خاصة داخل الجامعات التي تُدرس تخصص الفنون، وهذا رغم سعي وزارة الثقافة والفنون وقيامها بتوأمة رفقة جامعة التعليم العالي، إلاّ أنه – يضيف - ما يزال شرخ كبير بين هذه التوأمة والواقع الميداني، بسبب عدم توفيق الشباب المحب للمسرح بين دراساته الجامعية والتواجد الميداني بالمسارح، والتكوين التطبيقي على خشبة المسرح.
وأوعز مراح، وهو ممثل مسرحي عُضو في فرقة قسم الفنون بجامعة الحاج لخضر01، ومُشارك في المعهد العالي للفنون واقع المسرح حاليا، إلى غياب ظروف التحضير والتحفيز، خاصة في جانبها المادي من خلال تخصيص الأغلفة المالية للفرق والنوادي المسرحية بالجامعات للمعنين بها، للاستفادة منها في رفع مستوى نشاطاتهم المسرحية وإنتاج أعمال تليق بالواقع، وتدافع عن القضايا التي تخدم المجتمع رغم التحديات الراهنة بمُختلف أقسام الفنون وجهودها في ذلك للنهوض بالسينما والمسرح.
 كما طالب مراح بمنح طلبة الفنون منح دراسية في المعاهد الأمريكية أو الروسية لرفع مستواهم والرقي به خدمة للفن والمسرح ببلادنا، أو جلب مُخرجين أو ممثلين كبار ومحترفين للقيام بدورات تكوينية أو ورشات تطبيقية تقوم بصقل موهبة الممثلين المسرحيين، خاصة الشباب منهم لتحفيزهم على المشاركة في المسابقات والاحتكاك بتجارب الآخرين.
وبخصوص معاناتهم كمُمثلين مسرحيين شباب من تجاهل المسارح الوطنية لهم، واقتصارها على المحترفين، أكد مراح الفائز بالمرتبة الأولى ولائيا في مسرح الكبار، والمُشارك في مهرجان “القدس السينمائي الدولي”، أنّ هناك العديد من الفنانين الذين لهم باع في هذا المجال يقومون بغلق الأبواب أمامهم، خاصة لأنهم يمتلكون شهادات جامعية، معتبرا أنهم ضحية صراع بين الجيلين الأكاديمي والعصامي، مُتمنيا لو يضع الجميع اليد في اليد ورمي الخلافات جانبا، والعمل سويا على تطوير المسرح الجزائري والرقي به للمأمول من طرف عشاق هذا الفن.
كما دعا مراح الذي شارك في عدة أعمال مسرحية، أبرزها مسرحية بعنوان “الطالب والمؤسسات الناشئة” و«سنوات الجمر”، إلى فتح المجال أمام الوافدين الجدد على المسرح، وتقبلهم سواء من طرف الممثلين ومدراء المسارح أو المنتجين، مع الاستثمار في هذا الفن ليتحول إلى صناعة ثقافية قائمة بذاتها، على غرار الحاصل في العديد من دول العالم، إضافة إلى ترميم المسارح القديمة وكذا فتح مسارح خاصة، واعطاء الفرصة للشباب المسرحي عن طريق ايجاد صيغة لتوظيفه مثلا لحفظ كرامته وضمان تقاعد مريح له، فنحن نرى ـ حسب مراح- العديد من المسرحيين الكبار دُون منزل أو دون علاج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024