يرى الأستاذ أحمد خوصة المدير الجهوي لمسرح بسكرة، أنّ الوسائط الإلكترونية لعبت دورا كبيرا في نقل المسرح من صالات العرض التقليدية إلى فضاء أوسع وأرحب، حيث مكّنت من وصول الأعمال المسرحية إلى جمهور أكبر وأوسع نطاقا.
ط قال أحمد خوصة في حديث لـ “الشعب”، إنه “بفضل التكنولوجيا الرقمية، يمكن الآن بث العروض المسرحية مباشرة أو تسجيلها ونشرها عبر الأنترنت، ممّا يتيح للمشاهدين من مختلف أنحاء العالم مشاهدتها، هذا الأمر فتح آفاقا جديدة للمسرحيين، حيث يمكنهم الآن الوصول إلى جمهور دولي وتبادل الخبرات والتأثيرات مع فنانين آخرين حول العالم”.
وفي الجزائر، اعتبر أنّ المسرح استفاد من الثورة المعلوماتية والوسائط الرقمية بشكل كبير، خاصة أن العديد من الفرق المسرحية الجزائرية تستخدم الآن الوسائط الرقمية لخلق عروض تفاعلية ومبتكرة، كما يمكنهم استخدام تقنيات مثل البث المباشر، والفيديو المسجل، والتأثيرات البصرية الرقمية لإثراء العروض المسرحية وجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية للجمهور، مؤكّدا أنّ المسرح بدأ يستثمر هذه الإمكانيات الرقمية تدريجيا، حيث لجأت ـ حسبه ـ بعض الفرق المسرحية إلى استخدام البث المباشر عبر الأنترنت، وتسجيل العروض وإعادة بثها على منصات التواصل الاجتماعي، ممّا ساعد في جذب جمهور شاب يستهلك المحتوى الثقافي بشكل رقمي، كما أصبحت بعض العروض توظّف المؤثرات البصرية والصوتية الرقمية، ما أضفى طابعا معاصرا على الأداء المسرحي وجعله أكثر جاذبية وتنوّعا.
ومع ذلك، ذكر خوصة أنّ المسرح الرقمي كسياق فني جديد ما زال يطرح تحديات عديدة، ولعل من بين أبرز هذه التحديات، الحفاظ على الجودة الفنية والتقنية للعروض، وضمان وصول الجمهور إلى التكنولوجيا اللازمة لمشاهدة هذه العروض، بالإضافة إلى ذلك ـ يقول ـ قد يفقد المسرح الرقمي بعضا من الجو والتفاعل الحي بين الممثلين والجمهور الذي يميز العروض المسرحية التقليدية، وبالتالي قد تؤثر على تجربة المشاهدة.
كما أشار من ناحية أخرى إلى أنّ المسرح الرقمي ومن خلال التطور المستمر للتكنولوجيا، سيكون له دور كبير في المستقبل، ومن الممكن أن يكون مكمّلا للمسرح التقليدي، خاصة مع تزايد الاعتماد على الأنترنت والوسائط الرقمية في حياتنا اليومية، وبفضل مزاياه المتعددة التي تمكّنه من الوصول إلى جمهور أكبر، وتقديم تجارب فنية جديدة ومبتكرة، بما يعزّز من أهمية الفن المسرحي في المجتمع.