تحتضن جامعة زيان عاشور بالجلفة يومي الثاني والثالث من جويلية المقبل، فعاليات الملتقى الوطني الأول حول جبل بوكحيل تحت شعار “الهوية والصمود”، وذلك تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووالي الولاية، بمشاركة باحثين وأكاديميين من مختلف جامعات الوطن.
الملتقى الذي ينظمه مخبر الدراسات التاريخية والانسانية بجامعة الجلفة، والأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين، بالتعاون مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، يسعى إلى تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والجغرافية والثقافية لجبل بوكحيل، باعتباره رمزا من رموز المقاومات الشعبية والثورة التحريرية، ومن أبرز الشواهد المادية التي تحفظ الذاكرة الوطنية.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور المسعود بن سالم، عضو اللجنة التنظيمية، أنّ “الملتقى في طبعته الأولى جاء ليكون في مستوى الزخم الذي صنعته سلسلة جبال بوكحيل، باعتبارها حصنا إبان المقاومة الشعبية وحرب التحرير”، مضيفا أن “هذه السلسلة الجبلية تمتد أهميتها من كونها تشمل 14 بلدية في أربع ولايات هي، الجلفة، المسيلة، أولاد جلال وبسكرة”.
وأشار إلى أنّ “بوكحيل ليس فقط موطنا للثورة، بل هو أيضا مجتمع زاخر بقصوره وبساتينه الخلابة في عمورة، عين السلطان، وقمرة وغيرها”، مؤكّدا أنه “يمثل ثروة سياحية تنتظر التثمين من خلال بناء مسارات سياحية تاريخية”.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور الطيب سويسي، مسؤول المعرض العلمي للملتقى، أنّ “لكل جبل قصة ورواية أقرب إلى الأسطورة تغنّت بها أمهات الشهداء وتفنن فيها الشعراء، وكان جبل بوكحيل أحدها، شامخا وشاهدا على بطولات شعب وتاريخ أمة لا ترضى بغير هويتها اسما، وبموروثها الحضاري والثقافي عنوانا”.
من جهته، يرى الدكتور إسماعيل زيان، الباحث في التاريخ المحلي، أنّ “جبل بوكحيل أخذ النصيب الأكبر من استقرار القبائل بجانبه، فكان مأمنها من الأعداء، ومرتعا لقطعانها ومصدرا لمعيشتها، وقد تطورت رمزية هذا الجبل منذ ما قبل التاريخ، ومرورا بالعهد الروماني الذي اعتبره نهاية للشمال وبداية للصحراء العميقة المجهولة”.
ويتزامن تنظيم الملتقى مع الذكرى 63 للاستقلال الوطني، ما سيضفي عليه رمزية خاصة تبرز أهمية استحضار الذاكرة التاريخية في المحطات الوطنية الكبرى”.