طباعة هذه الصفحة

المخـرج حليـم زدام لـ “الشعـب”:

تطوير الصّناعة السّينماتوغرافية يحتـاج النّقـد

رابح سلطاني

أكّد الفنان والمخرج حليم زدام على الدور الكبير الذي يكستيه النقد السينمائي في تطوير الصناعة السينماتوغرافية بشكل عام، معتبرا النقد عملية أساسية ملازمة لأي إنتاج فني، يستطيع من خلالها المشاهد إدراك مدلولات عناصر العملية السينمائية.

 يرى الفنان حليم زادم في تصريح لـ “الشعب”، أن النقد السينمائي هو عملية تحويل العرض وقراءته للمرة الثانية من حيث التراكيب والعروض الفنية ودراستها من الناحية السيميولوجية، لتحقيق ذلك التكامل الحاصل في العملية السينمائية.
وأضاف أن القراءة النقدية للعمل أو الإنتاج السينمائي وعرضه على عناصر النقد التي تشمل القراءة النقدية السيميولوجية وتحليل عناصر العرض السينمائي على غرار النص، تركيب الفيلم، الصورة وغيرها. تساهم في إكساب أي إنتاج سينمائي جمالية تساعد المتفرج في تبيين أوجه القوة والخيال والجمال، مع إبراز تلك الثغرات من مواطن الضعف التي قد تطرأ أو تصيب أي عمل سينمائي أو منتوج فني، وهو ما يعطي للمتفرج والفنان والمخرج، مفتاحا لمشاهدة العمل من زاوية أخرى مبتكرة إزاء هذا الإنتاج.
كما استشهد زادم بالتطور الملحوظ في النقد السينمائي خلال ستينيات القرن الماضي، الذي اعتمد على نقد وتحليل العمل الفني، ليتطور إلى نقد تحليلي تفكيكي يستند على القراءة التفكيكية، يتم خلالها الكشف عن تلك المدلولات ومعاينتها ومعرفة مضامينها والتأمل في طريقة إنتاجها للمعاني والأفكار، حيث ساهم هذا التيار، بحسبه، في تطوير السينما وإعادة إنتاج مفاهيم جيدة في السينما العالمية.
وتحدّث زدام عن ممارسة نقدية هامة كانت تعيشها الجزائر خلال بداية السبعينيات إلى أواخر الثمانينيات “أثمرت عن إنتاج أعمال سينمائية عالمية، على غرار الأفيون والعصا سنة 1969، وقائع سنوات الجمر، معركة الجزائر الذي أنتج سنة 1966”، وأضاف “هي أفلام سينمائية اتسمت ببعدها التحرري والثوري تتطلب من المشاهد استخدام مهارات التفكيك المنطقي لحلها، لتظهر بعدها موجة جديدة من النقاد السينمائيين أمثال أحمد بجاوي ومحمد الصالح وغيرهما.  
زادم، أكّد أنّ الساحة الفنية في الجزائر تكاد تفتقر اليوم، لأقلام لامعة ومتخصصة تستطيع تقديم قراءة جديدة للأعمال السينمائية، تتناغم مع ما يتم انتاجه خلال السنوات الأخيرة، معربا عن أمله الكبير في أن يساهم المعهد الوطني العالي للسينما، في إعطاء نفس جديد للسينما في الجزائر، وإثراء الساحة الثقافية بدراسات أكاديمية يشرف عليها باحثون ومتخصصون في النقد السينمائي من شأنها أن تساهم في تطوير الصناعة السينماتوغرافية في الجزائر.