طباعة هذه الصفحة

مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة بالعاصمة.. عبد القادر جمعة لـ”الشعب”:

المكتبــة العمومية فضـاء حي للشبـاب والثقافــة

فاطمة الوحش

الصورة النمطيــة لـــــ”خزانــة الكتب الصامتــة”.. متجـاوزة

مشـروع تشبيـك المكتبــات العموميــة رقميـا.. نقلـة نوعيـة فـي الأداء

أكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة بالعاصمة، عبد القادر جمعة، أن المكتبة العمومية لم تعد مجرد فضاء تقليدي للمطالعة واستعارة الكتب والوثائق، بل تسعى اليوم إلى أن تتحوّل إلى مؤسسة ثقافية واجتماعية جوارية بامتياز.

وأوضح عبد القادر جمعة في تصريح لـ«الشعب”، أن الفلسفة الجديدة للمكتبة ترتكز على تجاوز الصورة النمطية التي تحصر دورها في خزانة كتب صامتة، نحو فضاء حيٍّ نابض بالفكر والنقاش والحوار، من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات وملتقيات ومعارض فكرية وأدبية متصلة بالكتاب والمبدعين.
وأشار المتحدث، إلى أن البُعد الاجتماعي للمكتبة العمومية لا يقل أهمية، إذ أصبحت الفضاء الأنسب لاحتضان الفئة الشبابية والناشئة، عبر تخصيص جزء من مواردها وبرامجها وفضائها لتنظيم ورشات للأطفال واليافعين، ومهرجانات كمهرجان “قراءة في احتفال”، ومسابقات ثقافية، وحتى رحلات معرفية وترفيهية ذات طابع تعليمي.
ولفت جمعة إلى أن تنويع الخدمات والأنشطة بات أمرا ضروريا، شرط أن يتم ذلك وفقًا لاهتمامات وطموحات الشباب، وبما يتماشى مع طبيعة العصر والتحوّلات التكنولوجية والاجتماعية. وقال: “لم يعد بالإمكان الاكتفاء بالنشاطات الكلاسيكية غير التفاعلية، ولا الحديث عن المطالعة دون مراعاة التأثير العميق الذي أحدثته وسائط التواصل الحديثة في سلوكيات القراءة واستهلاك المعرفة.”
في السياق، أشار عبد القادر جمعة إلى أن المكتبات العمومية في الجزائر تحاول أن تواكب هذه التحوّلات، خاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا الاتصال والإعلام الرقمي، مضيفًا أن أبرز ملامح هذا المسعى يتجلى في مشروع رقمنة وتشبيك المكتبات العمومية الذي أطلقته وزارة الثقافة والفنون، وهو مشروع طموح - كما قال - من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في أداء هذه المؤسسات، ويُعيد ربط الأجيال الجديدة بالمكتبة والكتاب، من خلال أدوات وتقنيات تراعي متطلباتهم الرقمية وتواكب عاداتهم الحديثة في التعلم والاكتشاف.